حكم مشاهده مسلسلات الاكشن وغيرها ؟

منذ 2019-04-23
السؤال: السلام عليكم انا فتاه ابلغ من العمر ٢٠ عام وانا مدمنه على المسلسلات الاجنبيه والافلام وغالبا ماتكون اكشن واذا كانت توجد لقطات فاضحه او محرمه انا لا انظر واقدم هذا المشهد الى ان يذهب واكمل المشاهده فما حكمها ارجوكم افيدوني
الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فلا شك أن مشاهدة الأفلام التي تسمى بأفلام الأكشن، وغيرها من الأفلام محرم؛ لاشتماله على عدة محاذير شرعية، يكفي الواحد منها لتحريمها؛ فمنها:

أولًا: إنها لا تخلو من الموسيقى والمعازف والغناء، وتحريمها هو الثابت عن الصحابة، وهو مذهب الأئمة الأربعة؛ واستدلوا بأدلة كثيرة، منها حديث أبي مالك الأشعري قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير، والخمر والمعازف))؛ رواه البخاري.

ثانيًا: وجود النساء المتبرجات، الكاشفات عن أجسادهن، ورؤوسهن، وشعورهن، والواضعات للمكياج، والأصباغ، وسائر أنواع الزينة، مما لا يجوز للمسلم النظر إليه، وكذلك الحال بالنسبة للرجال حيث يكونون في أجمل زينة وأبهاها، مما يؤثر سلبًا على قلوب الفتيات، وهذا أمر لا ينكره إلا مكابر؛ وقد قال الله - تعالى -: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور:30،31]، ومعلوم أن النظر لمثل هؤلاء يشجع على الفاحشة، ويقلل الفضيلة، ويزهد النساء في زوجها ولو في المستقبل، حيث إن المقياس عندها هو الفنان، وكذلك الحال للرجل.

وذكره بكلام ابن القيم في كتاب "الجواب الكافي" عند معرض كلامه عن علاج إطلاق النظر للحرام، حيث قال: "وكم من نظرة أوقعت في قلب صاحبها البلاء، فصار - والعياذ بالله - أسيرًا لها، كم من نظرة أثرت على قلب الإنسان حتى أصبح أسيرًا في عشق الصور.

ثالثًا: أن تلك الأفلام والمسلسلات لا تخلو من كذب، واختلاط؛ لذلك فمشاهدة هذه المسلسلات محرم قطعًا، ولا يسع مسلمًا ولا مسلمة يؤمنان بالله واليوم الآخر، أن يجلس إلى شاشة التلفاز في وقت تعرض فيه تلك السفاهات الممْرضة للقلوب الصادة عن ذكر الله، الباعثة للأخلاق الرذيلة، وهجر الأخلاق الحميدة، وحرمتها وخبثها لا تشتبه على أحد، بل تدرك بالضرورة الدينية والبداهة العقلية.

فجاهدي نفسك، واقهري هواها واستعيني بالله على الابتعاد عن تلك المسلسلات، ولتحذري فإن مشاهدة هذه الأشياء تصد عن الله تعالى، وتقسي القلب، وتحجبه عن الله والدار الآخرة، والله تعالى وعد كل من جاهد نفسه في الحق أن يوفقه؛ كما قال – تعالى -: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]؛ مفتاح ذلك كله صدق التأهب، وتقوية المراقبة لله تعالى، والاستعداد الصادق للإقلاع عنها، والاستعداد للقاء الله؛ فمن استعد للقاء الله، خَمَدَتْ من قلبه نيران الشهوات، وأخبت قلبه إلى الله، وعكفت همته على الله، وعلى محبته وإيثار مرضاته، واستحدث همة أخرى، وعلومًا أخر، وَوُلِدَ وِلَادةً أخرى.  

وكذلك تقوية الحياء من الله، بدوام التذكر أنه – سبحانه - مطلع علينا في جميع الأحوال، يعلم خائنة العين، وما يخفى الصدور، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أن تستحي من الله - تعالى - كما تستحي من الرجل الصالح من قومه".

مع كثرة الدعاء بصدق وضراعة بالهداية، والعصمه الله من المعاصي، وأنيحبب إليك الإيمان، ويزينه في قلبك، وأن يهدي قلبك، ويوفقك للهدى، ويجعل عملك في رضاه - سبحانه - والله سميع مجيب، وسؤال العافية من هذا الداء، سوف يزول عنه - إن شاء الله تعالى.

البحث عن بدائل مباحة مثل القراءة والمواد الصوتية أو المشاهدات الهادفة، أو هواية محببة إليه أو الجلسات العائلية، وغير ذلك.

هذا؛ والله أعلم. 

 

 

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام