المقاطع المحرمة
بادِرْ بِالتَّوبة إلى الله - تعالى - فإنَّ التَّائبَ من الذَّنب كَمَن لا ذَنْبَ له، وأكثر من الاستِغْفار، وأكثر من الأعمال الصَّالحة؛ فإنَّ الله تعالى يقول: {إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}، وقال النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لمعاذ بن جبل يوصيه: "يا معاذ، اتَّق الله حيثُما كنت، وأتْبِع السيِّئة الحسنة تَمْحُها، وخالقِ النَّاس بخلُق حسَن".
اذا ابتلي الإنسان بمشاهدة المقاطع المحرمه ما الحل واريد التوبه يا شيخ اذا كان الشخص يندم شديد الندم بعد المشاهده وهل هناك كفاره
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإن مشاهدة تلك القاذورات الجنسية مِن البلايا والرزايا التي ابتُلي بها كثيرٌ مِن المسلمين، وحرمة هذه الأشياء من بداهيات الشرع والعقل، فلا يَجوز لِلمسلم مُشاهدةُ المقاطع؛ لأنَّها تؤدِّي إلى قساوةِ القَلب، والغفلة عن الله تعالى وعن ذِكْره، والتَّجرؤ على ارتِكاب الفواحش والمعاصي، والتَّهاون فيها.
وقد أمرنا الله - سبحانه وتعالى - بغضِّ البَصر عن الحرام؛ قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30].
وحذرنا النبي من التعرض للفتن، ففي الصحيحين عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ستكون فِتَنٌ، القاعدُ فيها خيرٌ من القائم، والقائمُ فيها خيرٌ مِن الماشي، والماشي فيها خيرٌ مِن الساعي، من تَشَرَّف لها تستشرفْه، فمَن وجَد فيها ملجأً أو معاذًا، فليَعُذ به"؛ أي: مَن نظَر إلى الفتن أهلكتْه.
مِن أجل هذا حذَّر النبي مِن المغامَرة بالنفس بالهجوم على الفتن، وبيَّن أن الواجبَ على الجميع - القويِّ والضعيفِ - الهرَبُ من مَظانها، والبُعد عنها، مهما كانتْ درجةُ وُضوح الشر فيها؛ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "مَن سمع بالدجال فلْيَنْءَ عنه؛ فواللهِ إنَّ الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن، فيتبعه مما يبعث به مِن الشبُهات، أو لما يبعث به مِن الشبهات"؛ رواه أحمد وأبو داود.
فاستُعين على التخلص من الفتن بمِثْل البعد عن أسبابها ومظانها، فقد روى الإمام أحمد عن النواس بن سمعان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ضرَب الله مثلاً صراطًا مستقيمًا، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبوابٌ مفتحةٌ، وعلى الأبواب سُتورٌ مُرخاة، وعلى باب الصراط داعٍ يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعًا، ولا تتعرَّجوا، وداعٍ يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد أن يفتح شيئًا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلِجْه، والصراطُ الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم"
فبادِرْ بِالتَّوبة إلى الله - تعالى - فإنَّ التَّائبَ من الذَّنب كَمَن لا ذَنْبَ له، وأكثر من الاستِغْفار، وأكثر من الأعمال الصَّالحة؛ فإنَّ الله تعالى يقول: {إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]، وقال النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لمعاذ بن جبل يوصيه: "يا معاذ، اتَّق الله حيثُما كنت، وأتْبِع السيِّئة الحسنة تَمْحُها، وخالقِ النَّاس بخلُق حسَن"
وفي الصَّحيحين عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: "الصَّلوات الخمس، والجمُعة إلى الجمُعة، ورمضان إلى رمضان، كفَّارات لما بينهنَّ إذا اجتُنبت الكبائِر"
هذا؛ والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: