أقسام صفات الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته في القرآن الكريم أوصاف تتعلق بذات الله تعالى و أخرى تتعلق بأفعاله و منها ما يتعلق بإثبات صفة من صفاته فهل بإمكانكم التمثيل لكل صنف مع تبين الفرق . و جزاكم الله خيرا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد:
فإن صفات الله عَزَّ وجَلَّ الذاتِيَّة هي التي لم يزل ولا يزال الله متصفاً بها؛ كالعلم، والقدرة، والحياة، والسمع، والبصر، والوجه، واليدين والقدرة، والقرآن الكريم ملي بالصفات الذاتية:
الأوَّلِيَّةُ، صفةٌ ذاتيةٌ لله عَزَّ وجَلَّ، وذلك من اسمه (الأوَّل)، قال الله تعالى: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم}[الحديد: 3] .
وقوله: {بَل يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: 64] .
البَصَرُ، صفةٌ من صفات الله عَزَّ وجَلَّ الذاتية؛ قال الله تعالى: {إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً}[النساء: 58]، وقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى: 11].
السَّمْعُ صفةٌ من صفات الله عَزَّ وجَلَّ الذاتية؛ قال الله تعالى: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46]، وقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى: 11]، وقوله: {قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [المجادلة: 1] .
الْحَيَاةُ: صفة الذاتية قال الله تعالى: {اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران: 2]، وقوله: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوت} [الفرقان: 58].
أما الصفات الفعليَّة، فهي الصفات المتعلقة بمشيئة الله وقدرته، إن شاء فعلها، وإن شاء لم يفعلها؛ كالمجيء، والنُّزُول، والإتيان، والمجيء، والنُّزُول إلى السماء الدنيا، والاستواء على العرش، والضحك، والفرح والغضب.
الإتْيَانُ وَالْمَجِيءُ، صفتان فعليتان؛ قال الله تعالى: {هَل يَنظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنْ الغَمَامِ وَالمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ} [البقرة: 210]، وقوله: {هَل يَنظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ المَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} [الأنعام: 158]، وقوله: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفَّاً صَفَّاً} [الفجر: 22].
الاسْتِوَاءُ عَلَى الْعَرْشِ، وهو صفةٌ فعليةٌ خبريَّةٌ قال الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، وقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ} [الأعراف: 54، يونس: 3الرعد: 2، الفرقان: 59، السجدة: 4، الحديد: 4].
الْمُحْيِي وَالْمُمِيتُ؛ قال الله تعالى: {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة:28]، وقوله: {وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ} [الحج: 66]، وقوله: {إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [فصلت: 39].
وقد تكون الصفة ذاتية فعلية باعتبارين، مثل صفة الكلام، فإنه باعتبار أصله صفة ذاتية، فالله تعالى لم يزل ولا يزال متكلمًا، وباعتبار آحاد الكلام صفة فعلية؛ فهو قديم الجنس حادث الآحاد؛ لأن الكلام يتعلق بمشيئته، فيتكلم متى، كما في قوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}.
وكذلك صفة الخلق وهي مأخوذة من اسميه الخالق والخلاَّق، وهي من صفة ذاتية لأن الله لم يزال خالقًا، ومن جهة تعلقه بمشيئة الله صفة فعلية؛ قال الله تعالى: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ واَلأمْرُ} [الأعراف: 54]، وقوله: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ} [الحجر: 86]، وقوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ} [ق: 16]، وقوله: {هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِيءُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الحشر: 24].
هذا؛ والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: