وسوسة لعن الصحابه
السلام عليكم انا من النوع الذي اذا حدث نفسه تحرك لسانه وفق الكلام الذي اقوله داخل نفسي وفي يوم وسوس لي الشيطان بأن العن احد الصحابه فقمت انا بمسك لساني بأسناني حتى لا اقوله فأحسست بأن اخر لساني يتحرك وانا اعلم ان الشخص لا يستطيع الكلام من آخر لسانه لأن مخارج الحروف لن تكون صحيحه فحتى اتأكد ان كنت قلته من لا كررتها من جديد لأرى آخر لساني ان كان يتحرك ام لا فهل خذا يعتبر من سب الصحابه ام لا افيدوني جزيتم خيراً
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فأسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيَك مِن ذلك المرض، اللهم رب الناس، مُذهِب الباس، اشفِ أنت الشافي، لا شافي إلا أنتَ، شفاءً لا يُغادر سقمًا.
فما تشكو منه - أيها الأخ الكريم – ليس سبًا ولا لعنًا للصحابة، وإنما هو محض وسوسة للشيطان؛ لعلمه بحبك للصحابة الكرام، وخوفك من سبهم، فصار يُوَسْوِس لك في ذلك، وأنساك أنَّ الله - عز وجل - تجاوَز عن كلِّ شيء حدَّثنا به أنفسنا ما لم نتكلَّم أو نعمل؛ كما صحَّ في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هُريرة، يرفَعه قال: "إن الله تجاوَز لأمتي عمَّا وسوست، أو حدَّثتْ به أنفسها، ما لم تعمل به أو تكلم".
فأَرِحْ نفسك؛ فما ذكرتَه في رسالتك ليس سبًا، فاقطع تلك الخطرات، ولا تسترسل معها، فهذا هو العلاج الناجع للوسوسة؛ ففي الصحيحي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: "يأتي الشَّيطانُ أحدَكُم فيقول: مَنْ خَلَقَ كذا من خلق كذا؟ حتَّى يقول : مَنْ خَلَقَ ربَّك؟ فإذا بلغَه فليَسْتَعِذْ بِالله وليَنْتَهِ".
والمعنى: "إذا عَرَضَ له الوِسواسُ، فيلْجأْ إلى الله - تعالى - في دفعِ شرِّه، وليُعرضْ عن الفكر في ذلك، ولْيَعلمْ أن هذا الخاطر من وسوسةِ الشيطان، وهو إنما يسعى بالفساد، والإغراء؛ فلْيُعرِضْ عن الإصغاء إلى وسوسته، ولْيُبادرْ إلى قطعِها بالاشتغال بغيرها"؛ قالهُ الإمامُ النوويُّ في "شرح صحيح مسلم".
وقال ابن حجر الهيتمي: "للوسواس دواءٌ نافعٌ هو الإعراض عنه جملة، وإن كان في النفس من التردُّد ما كان، فإنَّه متى لم يلتفِتْ لذلك لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل، كما جرَّب ذلك الموفَّقون، وأمَّا مَن أصغَى إليها فإنَّها لا تزالُ تَزدادُ به حتَّى تُخْرِجه إلى حيِّز المجانين، بل وأقبح منهم، كما شاهدناه في كثيرٍ مِمَّنِ ابْتُلوا بِها، وأصغَوْا إليها وإلى شيطانها" اهـ.
هذا؛ ومما يُعين المسلم على التغلب على الوسواس:
1 - الالتجاء إلى الله تعالى بالدعاء بصدق وإخلاص؛ كي يذهب عنك هذا المرض.
2 - الإكثار من قراءة القرآن والمحافظة على ذكر الله تعالى في كل حال، لا سيما أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ، ودخول المنزل والخروج، ودخول الحمام والخروج منه، والتسمية عند الطعام والحمد بعده، وغير ذلك؛ فقد روى أبو يعلى عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الشيطان وضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكَر الله خنس، وإن نسي الْتقَمَ قلبه، فذلك الوسواس الخناس))، وننصحكِ بشراء كتاب "الأذكار"؛ للإمام النووي، ومعاودة القراءة فيه دائمًا.
3 - الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والإعراض عن وسوسته، وقطع الاسترسال مع خطواته الخبيثة في الوسوسة؛ فذاك أعظم علاج، وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يأتي أحدَكُمُ الشيطان، فيقول: مَن خلَقَ كذا وكذا؟ حتى يقول له: مَن خَلَق ربك؟ فإذا بلغ ذلك فليَستعذ بالله وليَنتهِ)).
وعن عثمان بن أبي العاص قال: "يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يُلبسها عليَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فإذا أحسستَه فتعوذ بالله منه، واتفل عن يَسارك ثلاثًا))، قال: ففعلتُ ذلك فأذهبه الله عني"؛ رواه مسلم.
4 - الانشغال بالعلوم النافعة، وحضور مجالس العلم، ومُجالَسة الصالحين، والحذر من مجالسة أصحاب السوء أو الانفراد والانعزال عن الناس.
5 - الإكثار من الطاعات والبُعد عن الذنوب والمعاصي.
إذا تقرر هذا؛ فيجب على الأخت الكريمة أن تكف عن تلك العادة، فإن بلع الريق لا يؤثر على صحة الصوم بالإجماع، ولتكثر من قراءة القرآن الكريم بتدبر، خصوصًا سورة ق؛ فإن لها تأثير مجرب على قمع الشيطان،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: