صحة أحاديث فضل ليلة النصف من شعبان
الإسناد ضعيف جداً إن لم يكن موضوعاً.
ما درجة حديث: «إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر لي فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلىً فأعافيه، ألا كذا ألا كذا، حتى يطلع الفجر»؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذا الحديث رواه ابن ماجه (1/444) في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان ح (1388) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، ثنا عبدالرزاق، أبنأنا ابن أبي سبرة، عن إبراهيم بن محمد، عن معاوية بن عبدالله بن جعفر، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
تخريجه:
* أخرجه البيهقي في "الشعب" (3/378)، وفي "فضائل الأوقات" (123) ح(24) من طريق محمد بن علي الصائغ، وفي الشعب (3/379) من طريق إبراهيم بن أبي طالب، كلاهما ( محمد بن علي، وإبراهيم بن أبي طالب ) عن الحسن بن علي به بنحوه، إلاّ أن إبراهيم لم يذكر علياً، فجعله من مسند عبدالله بن جعفر.
الحكم عليه:
إسناد الحديث فيه ابن أبي سبْرة، وهو ممن رمي بوضع الحديث كما تقدم، وفيه أيضاً إبراهيم بن محمد، أقل أحواله أنه مجهول، وعليه فالإسناد ضعيف جداً إن لم يكن موضوعاً، ولذا فإن قول البوصيري في "المصباح" 1/247: "هذا إسناد فيه لين" فيه تسامح، وقد قال الذهبي في "مختصر العلل المتناهية" (185): "ابن أبي سبرة واهٍ
وشيخه تالف، أو هو ابن أبي يحيى: تالف" ا هـ، وضعَّفه أيضاً أبوشامة في كتابه "الباعث على إنكار البدع والحوادث" (131).
وهذا الحديث أحد الأحاديث التي وردت في الترغيب في صلاة ليلة النصف من شعبان وقيامها ونحوها قد حكم عليها جماعة من العلماء بالوضع، وبعضهم بالضعف
وأنه لا يصح منها شيء ومنهم:
1- العقيلي، فقد قال في "الضعفاء" (3/29): "وفي النزل في ليلة النصف من شعبان أحاديث فيها لين، والرواية في النزول في كل ليلة أحاديث ثابتة صحاح، فليلة النصف من شعبان داخلة فيها إن شاء الله"اهـ.
2- البيهقي في "الشعب" (3/383) حيث قال: "وقد روي في هذا الباب أحاديث مناكير، رواتها قومٌ مجهولون" ا هـ.
3- ابن دحية الكلبي ـ كما نقله أبو شامة في "الباعث" (127) ـ حيث قال :"قال أهل التعديل والتجريح: ليس في حديث النصف من شعبان حديث يصح" ا هـ.
4- شيخ الإسلام ابن تيمية في "الاقتضاء" (2/632) حيث قال: "فأما صوم يوم النصف مفرداً فلا أصل له ..." ا هـ.
5- ابن القيم في "المنار" (98)، وغيرهم من العلماء، رحم الله الجميع .
وبهذا النقل عن هؤلاء الأئمة، فلا حاجة لجمع الشواهد هنا؛ لأنه لا فائدة من ذلك، إذ الغرض من ذلك دفع الغرابة أو الضعف، وهو غير متحقق هنا، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
عمر بن عبد الله المقبل
الأستاذ المشارك في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم.
- التصنيف:
- المصدر: