ما الفارق بين النذر والبدعة
السلام عليكم في بداية التزامي نذرت ان اسبح في الركوع والسجود 15مرة في كل صلواتي لكي اتقرب من الله ولم احدد مدة معينة ومن يومها وانا ملتزمة بهذا العدد في كل صلاة فرض اصليها ،،،هل هذه تعتبر بدعة ادخلتها على صلاتي ام لا حرج في ذلك وشكرا لكم
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فالوفاء بنذر الطاعات واجب؛ وقد أثنى الله على عباده الذين يوفون بالنذر؛ فقال سبحانه:{يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا} [الإنسان:7]، وقال:{وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ} [الحج:29]، وقال – صلى الله عليه وسلم -: ((مَن نذر أن يُطيعَ الله فليُطِعْه))؛ رواه البخاري.
قال الإمام ابن قدامة في "المغني" (10/ 4) وهو يعدد أقسام النذر: "نذر طاعة وتبرر؛ فهذا يلزم الوفاء به، وهو ثلاثة أنواع... النوع الثاني، التزام طاعة من غير شرط، كقوله ابتداء: لله علي صوم شهر، فيلزمه الوفاء به في قول أكثر أهل العلم".
إذا تقرر هذا؛ ظهر أن الزام الطاعات بالنذر لا يدخل في حد البدعة؛ لأن النذر يكون من جنس ما شرعة الله كالصوم والصلاة والذبح والذكر والصدقة، وغير ذلك، بخلاف البدعة البدع المحدثة، التي لا أصل لها في الشريعة في الكتاب، ولا السنة.
وننبه السائل الكريم إلى أنه لا ينبغي الإقدام على النذر، لما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من النهي عنه، ولما قد يترتب عليه من الحرج؛ فقد روى أحمد ومسلم عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم – "أنه نهى عن النذر وقال إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل"،، والله أعلم
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: