حكم وتبعات الجشاء او التجشؤ في الاسلام

منذ 2019-06-27
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " منذ طفولتي تعلمت ان الحمد الله عند التجشؤ من باب حمد النعمة وكان أمر طبيعي مسلم به قبل فترة بدأت ابحث عن أمور الفقه والواجبات أكثر فوجدت كلام الشيخ ابن عثيمين عن انه لا يشرع حمد الله عليه واسلف العلماء أنه يجوز ومباح اذا كان لمعنى حمد النعمة الذي وقع في نفس العبد. ولكن بعدها سمعت بالصدفة ان حديث الاستدلال لابن عثيمين عن رسولنا عليه الصلاة والسلام ( كف عنا جشاءك ..) حديث ضعيف وقالوا حديث غريب من وجه حسن لذلك احترت في امري ماذا افعل؟ واصبح هذا الامر مثل الوسواس لدي عندما اتجشىء هل احمد الله ام انه من الاداب ولم يفعله الرسول ولا الصحابه .وانا درست بعلم النفس ان الواسواس لأمر يجعل عقلك تتخيل حدوثه معك كثيرا حتى يحدث فعلا كما هو حال أصحاب وسواس الصلاة وبطلان وضوئهم. اسف على الإطالة لكن أرجو أن اجد جواب مقيد بأدلة وأحكام لابت الأمر من اساسه ولتجف صحيفته باستقامة النفس على الصواب .

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:                                           

فلا بأس من حمد الله تعالى بعد التجشؤ ولكن بدون أن نظن أن الحمد من آداب التجشؤ، ولكن من باب أن المسلم يحمد الله على كل حال، وأن الله تعالى هو الرزاق بما كان سببًا في الشبع والري.

أما سنة النبي قلم يرد فيها شيء فيما يقال عند التجشؤ، وحديث ابن عمر أن رجلاً تجشأ عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "كف عنا جشاءك؛ فإن أكثرهم شبعًا في الدنيا، أطولهم جوعًا يوم القيامة"؛ رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه، والحديث حسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير .

والحاصل أن الأمر فيه سعة وليس مدعاة للوسوسة، فالحديث كما ترى مختلف في تصحيحه، فمن صححه كره الشبع، ومن ضعفه قال يجوز الشبع أحيانًا.

 ففي "تحفة الأحوذي": "النهي عن الجشاء هو النهي عن الشبع؛ لأنه السبب الجالب له".

وقال في "الآداب الشرعية"(2/ 346):

"ولا يجيب المجشي بشيء، فإن قال: الحمد لله. قيل له: هنيئا مريئا، أو هنأك الله وأمراك ذكره في الرعاية الكبرى وابن تميم، وكذا ابن عقيل".

وإذا تقرر هذا؛ علمت أنه لم يرد في السنة استحباب الحمد التجشؤ، أو أي ذكر آخر، وأنه لابأس بفعل ذلك فالأمر فيه سعة،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام