حكم التسبيح باليد اليسرى
هل يجوز التسبيح بالأيدي الشمال
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فقد دلت السنة المشرفة على مشروعية عقد التسبيح بالأنامل؛ فروى أحمد والترمذي وأبو داود عن بسيرة قالت: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عليكن بالتهليل والتسبيح والتقديس ولا تغفلن فتنسين الرحمة واعقدن بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات"، وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث هانئ بن عثمان، وصححه الحاكم والذهبي والسيوطي، وحسنه النووي والحافظ.
والحديث دليل على أن الأنامل يشهدن لأصحابها؛ فكان عقد التسبيح أولى من هذه من السبحة، وقد ورد حدث آخر يفيد نفس الحكم وإن كان لا يسلم من مقال، فروى أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي والحاكم وصححه عن عبدالله بن عمرو قال: "رأيتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يعقدُ التسبيحَ بيده هذا"؛ وقال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث الأعمش عن عطاء بن السائب، وحسنه الألباني في تخريج "الكلم الطيب" (68 - 69)، وفي رواية أبي داود زاد ابن قدامة "بيمينه"، وأبو قدامة هذا هو شيخ أبي داود واسمه محمد، وفي الحديث مشروعية عقد التسبيح بالأنامل.
إذا تقرر هذ؛ فالأفضل أن يكون التسبيح باليد اليمين؛ لفعله صلى الله عليه وسلم، ويشهد له حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله".
غير أن الأمر فيه سعة، فكون التسبيح باليمين مستحب، لا يمنع من التسبيح باليسار، إن احتاج من يسبح لذلك، وإن كان التسبيح بالمسبحة مباحًا عند أكثر أهل العلم، فيجوز باليد اليسرى من باب أولى،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: