لم اعد أحب زوجي وأريد الطلاق

منذ 2019-07-26
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا متزوجة 4 سنوات وعندي بنت ووقعت الكثير من المشاكل حتى اقتربنا من الانفصال ولكن زوجي لا يريد الطلاق وعدت ولكن لم اعد احبه نهائيا واريد الطلاق صرت اكرهه بشدة حتى انني لم اعد افكر في شيء سوى الطلاق ويوسوس لي الشيطان بالانتحار لولا فضل الله ورحمته وهدايته فهل علي اثم ان ان طلبت منه الطلاق

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فلا شك أن فإن استمرار الحياة الزوجية غاية من الغايات التي يحرص عليها الدين الحنيف، ولذلك حرم على المرأة طلب الطلاق في غير بأس، كما روى أصحاب السنن من حديث ثوبان - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أيما امرأة سألت زوجها طلاقًا من غير بأس، فحرام عليها رائحة الجنة".

وعدم الحب بين الزوجين لا يعني استحالة الحياة بينهما واستمرارها، فهناك عوامل أخرى تمد الأسرة بمادة بقائها واستمرارها، كأداء الحقوق والواجبات ورعاية الأبناء؛ فأقل البيوت التي تبنى على الحب.

علاجُ الشقاق ذكره الله تعالى في كتابه مِن تَحْكِيم رجلَيْن عاقِلَيْن، يعرفان الحقوق الزوجِيَّة؛ كما قال الله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء: 35]؛ فينظُران فيما تَنْقِمِينه على زوجك ويُعرِّفانه ما يجب عليه تجاهك مِن مسؤوليات.

إذا عرف هذا، فلا تتسرعي في طلب الطلاق حتى لا تندمي، واستعيني بالله تعالى واصبري على زوجك، فالحب والتفاهم يأتي بين الأزواج شيئًا فشيئًا، 00وابحثي عن مواضع الخلل والحلاف بينك وبين زوجك، واعملي على تقليليها، كما انظر للجوانب الإيجابية في شخصية زوجك، واصرفي عن ذهنك كل ما تنقميه من شخصيته، فلا يخلو الإنسان من حسنات وسيئات، والأسر إنما تبنى على الموازنة بين ما نكره وما نحب؛ كما في الصحيح عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر"، والفرك البغض.

وقد يكون الصبر على تماسك الأسرة من الانهدام شاق على النفس، غير أنه وراءه حكمة تهون مشقته، وتسيغ مرارته، ولكن النظر الإنساني القصير لا يدري فلعل وراء المكروه خيراً، ووراء المحبوب شراً، وقد نبهنا الله على هذا المعنى الدقيق فقال سبحانه: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]، فالعليم بالغايات البعيدة، والعواقب المستورة، هو الله، وكل إنسان يجد في تجاربه الخاصة مكروهات كان وراءها خير، ولذات كثيرة كان من ورائها الشر العظيم، وكم من مطلوب كاد الإنسان يذهب نفسه حسرات على فوته، ثم تبين له بعد فترة أنه كان إنقاذاً من الله أن فوّت عليه هذا المطلوب في حينه.  

ولكن إن استنفذت كل الوسائل لتفادي الطلاق، واستمرار العشرة، ولم يتحسن الوضع، فلا حرج حينئذ في طلب الطلاق،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام