هل أصل رحمي رغم غضب والدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اود ان استفسر في موضوع ارهقني كثيرا من شدة التفكير . ابي و اخوته في قطيعة رحم منذ6 سنوات بسبب مشاكل لا يدهب عندهم و لا ياتون عندنا و في هذا عيد الفطر دهبت مع اختي عندهم زرتهم تقريبا كلهم و لم اخبره قبل ذهابي كي لا يمنعني و لما عدت اخبرته اختي اننا زرنا عمتي و لم نخبره عن البقية الذين زرناهم ..فغضب كثيرا منا و قال ما شانكم بها و لما لم تخبروني وصرخ علينا . السؤال هو هل من الضروري ان اخبره قبل ان ازورهم مرة ثانية ان شاء الله في العيد الاضحى ام اذهب سرا لزيارتهم و اكتم ذلك ؟
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فجزاك الله خيرًا لحرصك على صلة رحمك، فصِلَةُ الرَّحِم أسمى وأغلى ما يُسْعَى إليه، كما أن قطيعة الرحم من أكبر الكبائر، ومتوعد صاحبه باللعن؛ قال الله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ* أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 22 - 24].
أما طاعة الوالد وإن كانت من أوْجب الواجبات بعد الإيمان بالله؛ إلا أنها ليست مطْلقة، وإنَّما هي في المعْروف فقط، وفيما لا ضرر ومشقَّة فيه، فلا يجوز طاعة الوالد في قطيعة الرحم.
فصل رحمك، ولكن لا تُخْبِرْ والدك بذلك؛ ما دام ذلك يُغضِبُه، أو يكون سببًا للخلاف بينكما، وفي المعاريضِ مَنْدُوحةٌ عن الكذب، فلو سألك فيمكنك تقول له كلامًا يفهم منه عدم ذهابك لأقاربك،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: