الزوجة وأخو الزوج
السلام عليكم ما الحكم الشرعي في زوجة تشتكي لزوجها ان أخاه لا يلقي عليها السلام عليها بشكل مناسب وأنه يكتفي برد السلام.. فهي مثلا تقول "ازيك يا فلان " وهو يرد "الله يسلمك" هي تشتكي من أنه لا يسألها بالمثل ويسألها عن أحوالها وأحوال أبناءها ويبارك لها شخصيا على مولود او مناسبة سعيدة . ولا ترضى من زوجها وأهله إن قالوا وبرروا أن اخو الزوج متدين او متحفظ وتصر على زوجها أن يحدث أخاه ويعاتبه في هذا الأمر ويطلب منه السؤال عن زوجته و السلام عليها بالشكل الذي يرضيها. أرجو توضيح الرأي الشرعي في الزوجة والزوج والأخ.
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فقد أحسن هذا الأخ بالبعد عن الخلطة بزوجة أخيه ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، فالخير كل الخير في توجيهه - صلى الله عليه وسلم – وإن ثقل على النفس، وخالف عادات الناس وما ألفوه، وأغضب من جهل الحكم؛ ففي الصحيحين عن عقبة بن عامر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والدخول على النساء"، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: "الحمو الموت".
قال الإمام النووي في "شرح مسلم" (14/ 153-154): " "الحمو الموت": "قال الليث بن سعد الحمو أخو الزوج وما أشبهه من أقارب الزوج بن العم ونحوه، اتفق أهل اللغة على أن الاحماء أقارب زوج المرأة كأبيه وعمه وأخيه وبن أخيه وبن عمه ونحوهم، وقوله صلى الله عليه وسلم: "الحمو الموت": فمعناه أن الخوف منه أكثر من غيره، والشر يتوقع منه والفتنة أكثر؛ لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه بخلاف الأجنبي، والمراد بالحمو هنا أقارب الزوج غير آبائه وأبنائه، وإنما المراد الأخ وبن الأخ والعم وابنه ونحوهم ممن ليس بمحرم، وعادة الناس المساهلة فيه، ويخلو بامرأة أخيه فهذا هو الموت وهو أولى بالمنع من الأجنبي لما ذكرناه". اهـ. مختصرًا.
إذا عرف هذا، علمت أن ما يفعله أخ زوجك من عدم الاختلاط بك موافق للشرع الله، فالشارع الحكيم سبحانه تعالى لا يتركُ الناس لأهوائهم، ومن ثَم كان المنع العام إلَّا فيما دعت إليه الحاجة، وبضوابطَ ظاهرة محددة؛ فيجوز لأخ زوجك أن يسلم عليك دون مصافحة مع غض البصر، والكلامِ بالمعروف، وفي حضور الزوج، أو أحد المحارم، كما لا يجوز لك الظهور أمامه بغير الحجاب الشرعي؛ قال الله - تعالى -: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور:30].
وقد سبق بيان ذلك في الفتويين: "حدود الاختلاط بين زوجي وزوجة اخيه"، "زوجي يجبرني على الاختلاط بعائلته"،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: