قصتي مع العادة السرية

منذ 2019-09-23
السؤال:

مرحبا أنا شاب عمري 23 سنة وأسكن في السويد وأنا غير سعيد بذلك لما رأيته من انحلال أخلاقي في هذا البلد ولكن مشكلتي ليست هنا مشكلتي مع العادة السرية عندما كنت صغيرا وتعلمتها من بعض اصدقاء لي لم أكن أعلم بأنها حرام ولم اكن أعلم بأنها مضرة أو غير مرغوب بها وبعد سنة من الممارسة الغير منتظمة عرفت بأنها حرام ولم أستطيع مفارقتها الحمد لله أنا خطبت حديثا و كتبت كتابي على ابنة خالي ولكن أنا أنتظر لم الشمل لكي تأتي ابنة خالي إللا السويد وفي هئا الوقت نحن نتواصل أحيانا خلال مكالمات الفيديو مما يثيرني أحيانا و أطلب منها أن تعرض علي جمالها وأقوم بممارسة العادة وبعض الأحيان القليلة القليلة والحمد لله أني قللت ذلك كثير ألتجأ إلى مشاهدة أفلام غير أخلاقية مع العلم أنا أحاول أن ألتزم بديني وأن أصلي وأقرأ القرأن وأذكر الله احيانا ولكن ما أفعله من معاصي يقلل من رغبتي بالصلاة وغيرها من أمور الدين والعلم عند الله سؤالي الأول هل يحل لي الأن رؤية مفاتن خطيبتي مع العلم بأننا كتبنا كتاب شرعي والثاني بأن تفيدوني بما قد ذكرته سابقا وشكرا جزيلا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإن حرمة مشاهدة الأفلام الإباحيَّة من الأمور البدهية التي لا تفتقر للبرهان الشرعي، بل يتساوى في معرفة قبحها الجميع؛ فهي تؤدِّي إلى قساوةِ القَلب، والغفلة عن الله تعالى وعن ذِكْره، وإطلاقُ النَّظر في مثل هذه الأفلام يؤدي إلى إمراض النَّفس، والتَّجرؤ على ارتِكاب الفواحش والمعاصي، والتَّهاون فيها.

وقد أمرنا الله - سبحانه وتعالى - بغضِّ البَصر عن الحرام؛ قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30].

ومنِ اطَّلع على مثل هذِه الأفلام، فلْيُبادِرْ بِالتَّوبة إلى الله - تعالى - فإنَّ التَّائبَ من الذَّنب كَمَن لا ذَنْبَ له.

هذا؛ ومن أعظم ما يعين على الإقلاع عن الاستِمناء ومشاهدة تلك الأفلام، هو تقوية الإيمان بالعمل الصالح، والمراقبة لله - تعالى - وأخذ النفس بالحزم، فلا يؤثر لذة ساعة، على ما يعقبها من كدر العيش، وكلما ثارت شهوتها، ولاحت الذة، تبَصَّر في عواقبها.. 

وقد بين الله - تعالى - الطريق الصحيح لاستفراغ الشهوة، فقال: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون:5-6-7]؛ أي: فمن ابتغى وراء ذلك، فقد عدا الدائرة المباحة، ووقع في الحرمات، وتعدى ما أحل الله إلى ما حرمه، واجترأ على محارم الله.

 وعموم هذه الآية، يدل على تحريم استمتاع الإنسان بنفسه، وقضائه شهوته بغير الطرق المباحة؛ وقال - تعالى -: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [سورة النور: 33]، فذكر - سبحانه - حكم العاجز عن النكاح، فأمره أن يستعفف، ويكف عن المحرم، ويفعل الأسباب التي تكفه عنه، مِن صرْف دواعي قلبه بالأفكار التي تخطر بإيقاعه فيه، ومن أعظم الأسباب الداعية للعفة ما أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم – حيث قال: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة، فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع، فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء"؛ متفق عليه، فأرشد إلى الصوم ولم يرشد - صلى الله عليه وسلم - إلى قضاء شهوة بالعادة السرية، أو التخيل، أو ما شابه؛ لما ينتج عن ذلك من أضرار صحية ونفسية، ولأنها تزيد الشهوة تأجيجًا، ولا تشْفي عليلًا، ولا تَرْوِي غليلًا، بل تزيد النار اشتعالًا؛ فكسر شهوة النفس بالمعاصي، أمر مستحيل؛ كما قال القائل:

فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتها * إن الطعام يُقَوِّي شهوة النَّهِمِ

أما علاج الشهوة فيكون بخطوات عملية:

أولها: تخفيف الشهوة بتَجفيف منابع المعصِية، بغض البصر - أولًا - عن المحرمات، كالصور العارية الخليعة، والأفلام والمسلسلات، ولقاء الأجانب، وغير ذلك، مما لا يجوز شرعًا، وترك التفكير في المثيرات، بصرف تفكيرك إلى ما ينفعك، مع تجنب الوحدة، والاختلاط بالأهل، وأهل الصلاح.

ثانيها: البعد عن قراءة القصص المثيرة للشهوة، وما فيها من بذاءة وفحش، وتخيل ذلك كله من الأمور المحرمة؛ لما يثير من غرائز كامنة، ويؤجج من نيران الشهوة، كما أنه يكدر القلب، وهو من وسائل الوقوع في الحرام، وسبب لمقارفة الفجور والآثام.

ثالثها: استشعار الرقابة الإلهية، قال الله – تعالى -: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} [الحديد: 4]، وقال – تعالى -: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [العلق: 14].

رابعها: الإكثار من الصوم؛ لحديث أبي هريرة السابق.

 الخامس: الإكثار من النوافل، وقيام الليل، قال شيخ الإسلام: "فإن الصلاة فيها دفع مكروه، وهو الفحشاء والمنكر، وفيها تحصيل محبوب، وهو ذكر الله". انتهى.

السادس: الاشتغال بالعبادة، وذكر الله، والدعاء، والاستغفار، والإكثار من الأعمال الصالحة، مع الإخلاص لله، قال الله – تعالى -: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف:24].

السابع: تذكر الموت، والخوف من سوء الخاتمة، وأهوال يوم القيامة، والجنة والنار، واستحضار ذلك، والاستعداد له، مع زيارة القبور، وزيارة المرضى.

 الثامن: العلم بأن الذنوب والمعاصي هي من أسباب الشقاء في الدنيا والآخرة، وأن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم.

التاسع: قراءة القرآن بتدبر مع التأمل فيه، والاستعانة بالله في تقوية الصبر؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ومن يتصبر يصبره الله، ومن يستعفف يعفه الله، وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر"؛ متفق علي

قال ابن القيم: "فليس شيءٌ أنفعَ للعبد في معاشه ومعاده، وأقربَ إلى نجاته، من تدبر القرآن، وإطالة التأمل، وجمع منه الفكر على معاني آياته، فإنها تُطْلِع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما، وعلى طرقاتهما، وأسبابهما، وغاياتهما، وثمراتهما، ومآل أهلهما، وتتل في يده مفاتيح كنوز السعادة، والعلوم النافعة، وتثبت قواعد الإيمان في قلبه، وتشيد بنيانه، وتوطد أركانه، وتريه صورة الدنيا والآخرة، والجنة والنار في قلبه، وتُحْضِره بين الأمم، وتريه أيام الله فيهم، وتُبصِّره مواقع العبر، وتُشْهِده عدل الله وفضله، وتعرفه ذاتَه وأسماءَه وصفاتِه وأفعالَه، وما يحبه وما يبغضه، وصراطه الموصل إليه، وما لسالكيه بعد الوصول والقدوم عليه، وقواطع الطريق وآفاتها، وتعرفه النفس وصفاتها، ومفسدات الأعمال ومصححاتها، وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار، وأعمالهم وأحوالهم وسيماهم، ومراتب أهل السعادة، وأهل الشقاوة، وأقسام الخلق، واجتماعهم فيما يجتمعون فيه، وافتراقهم فيما يفترقون فيه". اهـ. من "مدارج السالكين" (1 /451).

أما رؤية جسد زوجتك فجائز، ولكن فعل ذلك عن طريق الكاميرا محفوف بالمخاطر؛ لأنه لا يوجد أما ولا ستر على شبكة الانترنت، فمن يفعل هذا معرض لرؤية الناس له،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام