حكم من طلق زوجته ثلاث مرات بالثلاثة!
الزوج اول يمين في التيليفون قال انتي طالق بالتلاته تاني يمين قال لولدتها بنتك طالق بالتلاته تالت يمين في منزله وكانت الزوجه غير موجود قال انتي طالق بالتلاته
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن كان الحال كما ورد في السؤال فإن تلك الزوجة قد وقع عليها الطلاق ثلاثَ مرات متفرقات؛ لأن الطَّلاق عَبْر الهاتف نافِذ كَسائِر الطُّرق التي يَنفَذ بها الطَّلاق، وما دام الزوج قد طلَّق امرأتَه عَبْر الهاتف؛ فهذا الطلاق ماضٍ ونافِذٌ، ما لم يمنع من وقوع الطلاق مانع من سكر أو جنون أو غضب شديد يغلق العقل، ولا يَحِلُّ له مُراجَعَة زوجته حتى تتزوج زوجًا غيره نكاحَ رغبةٍ، ويدخل بها دخولاً صحيحًا، ثُمَّ إذا طُلقت بعد ذلك يَحِلُّ له العودةُ إليها - بعد ذلك - بعقدٍ جديدٍ مستوفي الأركانِ والشروطِ؛ قال - تعالى -: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ، فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 229، 230].
وفي "الصحيحين" عن عائشة رضي الله عنها: جاءت امرأة رفاعة القرظي النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: كنت عند رفاعة، فطلقني، فأبت طلاقي، فتزوجت عبد الرحمن بن الزبير، إنما معه مثل هدبة الثوب، فقال: "أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ لا، حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك"، و(عُسيلته) تصغير عسلة، وهي كناية عن الجماع، فقد شبه لذته بلذة العسل وحلاوته.
وهذا على الراجح من قولي أهل العلم أن طلاق الثلاث بكلمة واحدة يحسب واحدة، وأما على قول جمهور الفقهاء، فقد بانت منه بعد الطلقة الأولى ،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: