حكم السمسرة بدون علم صاحب العمل
السلام عليكم عندي سؤال انا شغال في مؤسسه وفيه بضايع بالمستودع قديمه طلب مني صاحب العمل بيعها بالسعر اللي احصله جبت شخص وشافها وقال بيشتريها ب ١٥ الف انا ابغى استفيد بمبلغ مالي من البيعه حق السعي ف هل يجوز اني اتفق مع المشتري ان البضاعه يشتريها ب ١٤ الف والف حقي سعي مع العلم ان صاحب العمل لن يعطيني سعي فهو شديد جدا فهل هذي الطريقه صحيحه ولا محرمه؟ اتمنى الاجابه ع سؤالي لاني لا اعلم ولا اريد فعل شئ محرم
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فالشريعة الإسلامية حرَّمت على الموظَّف أخذ أي مال بسبب وظيفته، ولو على سبيل الهدية، والحكمة في هذا أنها بمثابة الرشوة، فالموظف الذي يتعامل مع الجمهور هو وكيل بأجر وليس للوكيل أن يتربح من عمله إلا في حدود ما اتفق عليه؛ ففي الصحيحين عن أبي حميد الساعديِّ، قال: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا مِن الأسد، يقال له: ابن اللتبيَّة على الصدقة، فلما قدم قال: هذا لكم، وهذا لي، أُهدي لي، قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، وقال: "ما بال عامل أبعثُه، فيقول: هذا لكم، وهذا أُهدي لي، أفلا قعَدَ في بيت أبيه، أو في بيت أمِّه، حتى ينظر أيُهدى إليه أم لا؟ والذي نفس محمد بيده، لا ينال أحد منكم منها شيئًا إلا جاء به يوم القيامة يَحمله على عنقه بعيرٌ له رغاء، أو بقرةٌ لها خُوار، أو شاة تَيعر"، ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطَيه، ثم قال: "اللهم، هل بلغت؟" مرَّتين.
قال الإمام النووي في شرح على مسلم (12/ 219): "وفي هذا الحديث بيانُ أنَّ هدايا العمال حرام وغلول؛ لأنه خانَ في ولايته وأمانته، ولهذا ذكر في الحديث في عقوبته وحملِه ما أُهدي إليه يوم القيامة، كما ذكر مثله في الغالِّ، وقد بيَّن صلى الله عليه وسلم في نفس الحديث السبب في تحريم الهدية عليه، وأنها بسبب الولاية بخلاف الهدية لغير العامِل، فإنها مُستحَبَّة".
وروى مسلم أيضًا عن عديِّ بن عميرة الكندي، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَن استعملناه منكم على عمل، فكتَمَنا مخيطًا فما فَوقه كان غلولًا يأتي به يوم القيامة".
وروى أحمد في مسنده عن أبي حميد الساعدي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "هدايا العمال غلول)" وصحَّحه الألباني.
إذا علم هذا، فلا يجوز لك الاتفاقل مع المشتري وأخذ شيئ من المال إلا بِعِلم صاحب العمل، أو بإذن المدير المخوَّل له الإذن في ذلك، فإنْ لم يأذَن به فلا تأخذه،،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: