حكم الاستهزاء بالنقاب
السلام عليكم :حكم الاستهزاء بالنقاب وبلباس المراة الشرعي؛وقول احدهم عن المراة المنقبة كانها كيس قمامة
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فإن الاستهزاء بشعائره الدينِ كالحجاب أو الصلاة أو غيرهما أو الانتِقاص من الحجاب كفرٌ محض؛ وهو يُنافي إيمانَ القلب منافاةَ الضد ضده، ويُنافي الإيمان الظاهر باللسان كذلك.
والكتابُ العزيزُ قد نَطَقَ بذلك؛ فقال اللهُ تعالى: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} [التوبة: 64 - 66]، وهذا نصٌّ في أن الاستهزاءَ بالله أو بآياته أو برسوله أو بشعيرة إسلامية كفرٌ، وكذلك كل مَن تنقَّص بالدين جادًّا أو هازلًا فقد كَفَرَ، وسبب نزول الآية هو السخرية والضحك ببعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بَيَّن تلك المسألة شيخُ الإسلام ابن تيميَّة في كتابه: الصارم المسلول على شاتم الرسول.
كما أن السخرية من شعائر الإسلام من صفات الكافرين من النصارى واليهود؛ قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ} [المائدة: 57-58].
وكذلك فإن وصف النساء المسلمات العفيفات بهذا الوصف الشنيع هو كره لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أجمع الأئمة على كفر من كره شيئًا من شرع الله ولو عمل به؛ قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ* ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } [محمد: 8، 9]، ولأن من كره الحجاب أو سخر منه أو وصفه بالسوء فهو غير معظم لدين الله، بل إن في قلبه عداوة له، وهذا كله كفر،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: