الغش في الجامعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا فتاة متزوجة تخرجت من الجامعة درست ستة سنوات حيث أن السنوات الخمس فيها مواد و دروس و نمتحن فيها لكن لم اغش أبدا في امتحاناتي لعلمي بحرمة الفعل و حرمة المال الذي يترتب على شهادة مأخوذة بالغش لكن العام السادس و الأخير كان لإنجاز مذكرة و الانتقال بين أربع تربصات و قد أنجزت المذكرة و حصلت على تقدير جيد جدا لكن التربصات لم أكن أذهب بانتظام أحيانا فقط أذهب و كان مدة كل تربص شهرين و نصف فكنت اتكاسل عن الذهاب لأني أصبت بوسواس النظافة خاصة في الاستنجاء اعزكم الله فكان كل تفكيري مصبوب على الوساوس علما أنه أصابني منذ دخولي الجامعة عندما التزمت أكثر بالدين. فتجاوزت ثلاثة تربصات و تم قبولها من طرف دكاترة المرافق التي تربصت بها و لكن في التربص الاخير رفضت المشرفة ان تقبل التربص و طلبت مني إعادته كاملا لكني ذلك الوقت و في غفلة مني اخذت المسألة شخصية منها لأنها لم ترد ان توقع ورقة القبول لأني تغيبت الأسبوعين الأخيرين لظرف صحي فزورت التوقيع في ورقة القبول و قمت بدفع الورقة إلى جانب وثائق أخرى طلبت منا لاستخراج شهادة التخرج و تحصلت عليها و الآن اريد أن أعمل و أسأل عن حكم الشهادة و المال المرتب عنها. كما احيطكم ان في مدة التربصات لم يكن هناك انتظام في الحضور بين الطلاب فهناك من يحضر و هناك من يحضر و بغيب كما أن المشرفين على المرافق لم يعطوا الأمر أهمية فكان البعض يقبلون تربصنا حتى و ان لم نحضره كاملا و البعض كان متشددا في الحضور.
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فالشارع الحكيم حرم الغش والكذب، وفطر عباده على استقباح هذا الخلق المذموم، وهو من البلايا العظيمة، التي ابتُليَ بها المسلمون، وكان له أكبر الأثر في تخلفهم العلمي؛ وقد ثبت أن النبي- صلى الله عليه وسلم – أنه قال : "من غشنا فليس منا"؛أخرجه مسلم،عن أبي هريرة، وروى عنه في حديث آخر: "من غش فليس مني".
ولكن ما ورد في السؤال فليس غشًا وإنما هو تخلف عن الحضور، وما دامت الحال كما ذكرت: من عدم اهتمام الطلاب والمشرفين بالحضور- فلا بأس من التغيب عنه لعدم الفائدة.
إذا تقرر هذا فشهادة التخرج ليست قائمة على الغش، أما مال الوظيفة فلا حرج عليه من جهة كسبه إن أتقنت عملك جيِّدًا،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: