اكل اموال الايتام

منذ 2019-12-01
السؤال:

السلام عليكم ورحمة لله ارجو الإفادة عن حكم تأخير تقسيم الميراث واكل وارد الإيجارات التي تخص الأيتام قبل تقسيم الميراث حيث أن عم اولادي يأخذ إيجار العقارات كاملة لنفسه وأسرته ولا يعطينا اي شيء منه ما هو عقابه الشرعي من الله ولكم الشكر

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالشريعة الإسلامية المشرفة حمة أموال اليتامى بكل السبل، فالقرآن الكريم استعمل التوجيه الموحي، والتحذير المخيف، والتشريع المحدد الأصول الذي لا يحتمل التأويل، فقال سبحانه: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا} [النساء: 2]، أي ذنبا عظيمًا، فآكل مال اليتيم يأكل نارًا تأجج، ويخون الله، ويعصي أمره، ويصادم إرادته، فكان جزاؤه تلك النار المحرقة المتوقدة؛ قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10]،

 "فهي صورة مفزعة: صورة النار في البطون، وصورة السعير في نهاية المطاف، إن هذا المال نار، وإنهم ليأكلون هذه النار، وإن مصيرهم لإلى النار، فهي النار تشوي البطون وتشوي الجلود.

هي النار من باطن وظاهر، هي النار مجسمة حتى لتكاد تحسها البطون والجلود، وحتى لتكاد تراها العيون، وهي تشوي البطون والجلود! ولقد فعلت هذه النصوص القرآنية، بإيحاءاتها العنيفة العميقة فعلها في نفوس المسلمين، خلصتها من رواسب الجاهلية، هزتها هزة عنيفة ألقت عنها هذه الرواسب، وأشاعت فيها الخوف والتحرج والتقوى والحذر من المساس- أي مساس- بأموال اليتامى، كانوا يرون فيها النار التي حدثهم الله عنها في هذه النصوص القوية العميقة الإيحاء"، قاله صاحب الظلال(1/588-589).

والحاصل أن الوعيد في أكل مال اليتيم هو أعظم ما ورد في الذنوب، وهو يدل على شناعة أكل أموال اليتامى وقبحها، وأنها موجبة لدخول النار فحذر الله منها بتلك القوارع التي تتصدع لها القلوب، وترجف لها الأفئدة.

وقد دلت السنة المشرفة على أن أكل مال اليتيم من أكبر الكبائر، نسأل الله العافية؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا السبع الموبقات"، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: "الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات".

إذا تقرر هذا، فعلى من تحت يديه مال ليتيم أن يتقي الله تعالى فيه وليدفع إليه ميراثه، وإن لم يفعل فهو متوعد بالعذاب الأليم، وليعلم أن الجزاء من جنس العمل، فهم لا يدرون أن تكون ذريتهم غداً موكولة إلى من بعدهم من الأحياء، كما وكلت إليهم هم أقدار هؤلاء الأيتام،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام