القول الفصل في الرموش الصناعية بأنواعها
عند بحثي عن أثر الرموش الصناعية على الطهارة وجدت أكثر الفتاوى تتحدث عن الرموش الصناعية المؤقتة دون التفصيل في المسألة من خلال تتبعي لأنواع الرموش المستعملة للزينة وجدتها تنقسم لثلاثة أنواع: 1-رموش صناعية مؤقتة. 2- رموش دائمة (تتم عن طريق الزراعة) 3-رموش طويلة الأمد من 4 إلى 6 أسابيع فما أثر هذه الرموش على الطهارة؟
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فما نعرفه عن الرموش المؤقتة سواء كانت قصيرة الأمد - يومًا أو يومين - أو كانت طويلة الأمد - أربعًا أو ستة أسابيع - أن الرموش تثبت بالمادة اللازقة في جفن العين، وفي تِلْكَ الحال فإنه يَجِبُ إزالةُ الرموش الصناعية قبل أن الوضوء؛ لأن المادة اللازقة تَمنَعُ وصولَ الماءِ إلى الجفن، وحينئذٍ لا تصِح الطهارة؛ لأَن غسل الجفن بالماء يجب مع غسل الوجه؛ فالوُضوءَ يقتضي تعميمَ الماء عَلَى أعضاءِ الوُضوء، وكذلك في الغُسل من الحَدَثِ الأكبر الذي يجب فيه تعميم جميعِ البَدَنِ، ولذلك؛ يَجِبُ إزالةُ كلِّ ما يمنعُ وُصولَ الماءِ إلى أجزاء الوضوء، فإذا مَنَعَ مانعٌ - أيًّا كان هذا المانعُ جامدًا أو سائلًا - من وصولِ الماء إليها، لم تَصِحَّ الطهارةُ، ما لم تعسُرْ إزالتُه، أو يكون في إزالتِه ضرَرٌ عَلَى الشَّخْصِ، كأن يكونَ قد وُضِعَ للتداوي.
روىحمد أن النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - "رأى رجُلاً يصلِّي وفي ظهْر قدَمِه لُمعة قدْر الدِّرْهم، لَم يُصِبْها الماء، فأمرَه رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - أن يُعيدَ الوضوء"؛ وزاد أبو داود: والصلاة.
وأيضًا صحّ عن رسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم – الأمر بإسباغ الوضوء وهو تعميم العضوء بالماء؛ كما رواه أحمد وأصحاب السنن عَنْ لَقِيطِ بْنِ صُبْرَةَ: "أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، وَخَلِّلْ بين الأصابع، وَبَالِغْ فى الاِسْتِنْشَاقِ؛ إلا أنْ تكونَ صائمًا"، وروى البخاري عن أبي هريرة أن النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم – كان يمر بنا والناس يتوضؤون من المطهرة قال: "أسبغوا الوضوء"، وفي رواية أبي داود، والنسائي: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رأى قومًا وأعقابُهم تَلُوح، فقال: "ويل للأعقاب من النار، أسْبِغُوا الوضوءَ"
وإسباغ الوضوء: هو تعميم العضو بالماء، حتى لا يبقى فيه جزء لم يمسه الماء، ومنه درع سابغ أي يغطي الإنسان.
قال النَّووي في المجموع شرح المهذب (1/ 467): "إذا كان على بعْضِ أعضائِه شمعٌ أو عجينٌ أو حنَّاء أو أشباه ذلك، فمنع وصولَ الماء إلى شيْءٍ من العضو - لَم تصحَّ طهارتُه، سواءٌ كثُر ذلك أم قلَّ، ولو بقي على اليدِ وغيرِها أثرُ الحِنَّاء ولونُه دون عينِه، أو أثر دُهنٍ مائع بِحيثُ يمسُّ الماءُ بشرة العضو ويجري عليها لكن لا يثبتُ - صحَّت طهارتُه". اهـ.
أما الرموش الدائمة فما وقفنا عليه من كلام اهل الاختصاص، أنها تزرع مكان الشعر (الرموش الأصلية)، فإن كان الأمر كذلك، فهي لا تمنع من صحة الوضوء أو الغسل؛ لأنها أشبه الشعر الأصلي، ولا توجد مادة لازقة على الرجفن تمنع وصول الماء، كما لا يوجد مواد على ذات جرم تمنع وصل الماء،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: