حكم طاعة الوالد في السفر إلى بلاد الكفار
السلام عليكم احبتي في الله انا شاب كنت اعيش لفتره في اميركا وهي بلاد معظمها كفر وفتن وكنت جاهل افعل المعاصي وعدت من سنتين الى بلدي بين المسلمين واحبتي في الله والحمدلله قد هداني الله بفضله ورحمته وتبت توبه نصوحه وأشعر براحه وسعادة وطمأنينه لما اشعر بها من ان حييت وانا الان حريص كل الحرص على ديني وأخرتي ومتمسك بها. واجهتني مشكله ان والدي يطلب مني السفر والعودة الى اميركا بحجة ان احوال البلاد هنا تعيسه وهناك احصل على دخل ومرتب افضل علما بأن والدي يصلي في البيت فقط وليس ملتزما بأمور الدين الآخرى وانا ادعو الله باستمرار ان يشرح صدره ويهديه ويسكن الطمأنينه في قلبه وأنا الان اشعر بضيق وحزن شديد لأني لا اريد العودة الى تلك البلاد مما فيها من فتن واني والله اخاف على نفسي ان انحرف الى طريق الضلال خاصه انه لا يوجد لدي صحبه صالحه هناك فأنا الان في حيره شديده من أمري هل أطيع والدي لأن طاعته واجبه أم اتجاهل طلبه وابقى في بلدي. أفيدوني أحبتي في الله جزاكم الله خيرا
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ
إن كان الحال كما ذكرت، فلا يجوز لك الرجوع إلى بلاد الكفار للإقامةِ؛ لأن من شروط القامة في بِلاد الكفار هو التمكَّن من إقامة الشَّعائِر الدينيَّة، وأن تَأْمن على نفسِكَ ودينك من الوُقوع في المُنْكَرات، وأن يكون عندك من العلم والإيمان وقوة العزيمة ما يمكن من الثبات على الدين.
أما طاعة الوالد فإن وجوبها مقيد بأن لا يكون في معصية، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولا تجب طاعته فيما حرمه الله من الإقامة في أماكن الكفر والفسوق والانحراف، خصوصا وأنت لا تستطيع حماية نفسك هناك من الوقوع في الفتن، ولا توجد صحبة صالحة تعينك على طاعة الله، والسلامة في الدين لا يعدلها شيء.
وقد نصّ العلماء على وجوب ترك بلاد الكفر لمن خاف الفتنة.
قال في مغني المحتاج (6/54) "وإن لم يمكنه إظهار دينه أو خاف فتنة فيه (وجبت) عليه الهجرة رجلا كان أو امرأة وإن لم تجد محرما".
وعليه، فلا يجوز لك طاعة والدك في السفر إلى أمريكا،، والله أعلم
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: