حكم توصيل وصلات الدش والريسيفر والتلفزيون
السلام عليكم / يعمل كهربائي في المنازل تشطيبات فمثلا يقوم بتأسيس وتشطيب كهرباء المنزل بالكامل ويدخل في ذلك عمل تأسيس وتشطيب لوصلات الدش والريسيفر والتلفزيون فهل ذلك محرم لأنى قرأت فتوه بتحريم هذه الأجهزة لأن الغالب استعمالها في الحرام
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فلا شكَّ أنَّ الأطباق الفضائيَّة - أجهزة استقبال القَنوات - مَجلبة للشَّرّ والفساد في الدّين والأخلاق، ومضرَّة على الأسرة والمُجتمع ككلّ، ولاسيَّما الأجنبيّ منها، وقد جاء الشَّرع المطهَّر بسدّ جَميع الوسائل المُفْضية إلى الشّرور والفساد، ومَنَعَ من العمل في أيّ مَجالٍ يُعين على المعصبة، والغَالب على القنوات الفَضائيَّة الأجنبية أنَّها تُشيع الفاحشة في المسلمين، وتُجرّئهم على الباطل، وتشجّعُهم على الرّذيلة، بل وتُصيبُهم بالسّعار والهوس الجنسي فيقع الرجال والنساء في الفاحشة، كما تُحبّب إليهم المعتَقدات والأفكار الفاسدة المنحرفة الضَّالّة، وقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَاوَالآخِرَةِوَاللَّهُ يَعْلَمُوَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [النور: 19]، وهذا أمرٌ معلومٌ عند القاصي والداني كما أنَّ قُبْحَه معلوم من ضروريَّات الدّين والأخلاق.
إذا تقرر هذا؛ فالعمل في تركيب أو تجهيز أسلاك التلفزيون أو صلات الدش، له حكم عن صناعة أو بيع التلفزيون والريسفر والدش، فهو سبب ووسيلة إلى المباح أو الحرام، فإن تيقن أو غلب على الظن أنه يستعمل في الحرام، فلا يجوز العمل؛ لما فيه من الإرشاد على الغواية والفساد، وقد قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2].
وعند الاشتباه يرجع إلى الغالب من أحوال الناس، فإن يستعمله في الحرام، فلا يجوز العمل، إلا لمن تأكد أنه يحسن استخدامه،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: