هل الإعجاب بقلائد الصليب كفر

منذ 2020-03-30
السؤال:

 سلام الله عليكم شيوخنا، من فضلكم انا في حيرة من امري اريد منك ان تفتوني جازكم الله خيرا. انا اعجب ببعض قلائد الصليب، وفي احد الافلام كان شخص يلبس معطف به صليب مقلوب كرمز للشيطان كما تعرفون وكان يتحدث عن ما جاء في التوراة على خيانة عيسى عليه السلام مع العلم انني لا انكر أن ذلك باطل الا انني اعجب باشياء كهذه....فهل اعد كافرا بهذا الاعجاب؟ وشكرا لكم.

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإن كان الأمر مجرد إعجاب فقط، مع إنكار القلب على لعقيدة الصلب والفداء، وعدم تعظم الصليب- فإن هذا ليس كفرًا، ولكنه أمر خطير يتطلب وقوفًا مع النفس وأخذها بالشدة، والبعد عن تلك الأفلام؛ لأنها من خطوات الشيطان، حتى أوقعتك فيما تذكر من الإعجاب بالصليب هو محرم في أقل أحواله، ولكن يخشى مع التساهل والاسترسال، ينتفي إنكار القلب؛ لأن تأثير الظاهر في الباطن، والجوارح على القلب والعكس، من الأمور البديهية في الشريعة.

والمسلم يعلم أن الصليب رمز للكفر وشعائر أهل الكفر، ومقتضى الاستقامة على هذا الصراط أن يبغض الصليب وأهله؛ ولقد سدَّ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – جميع الذرائع إلى الشرك ووسائله؛ فكان لا يترك في بيته صورة تصليب؛ لأنه يعبد من دون الله تعالى؛ ففي صحيح "البخاري"  عن أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لم يكن يترك في بيته شيئا فيه تصاليب إلا نقضه"، وذلك حماية لجانب التوحيد، وإبعادًا عن مشابهة غير المسلمين.؛ لأن الصليب تكذيب صريح للقرآن الكريم، فالنصارى تزعم أن المسيح ابن مريم - عليه الصلاة والسلام - صلب عليه بعد أن قتل، وقد قال الله تعالى في القرآن العظيم مكذبًا من زعموا أنهم قتلوه وصلبوه: { وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ } [النساء: 157]، وقال تعالى: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 158].

هذا؛ والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام