هل يجوز خلع الحجاب بسبب آلام الرأس
السلام عليكم شيخنا الفاضل انا ارتدي الحجاب منذ حوالي سنة ولكن بالفترة الاخيرة منذ ست اشهر اصبحت أعاني من صداع وألم في راسي لا يحتمل حتى انني اصبحت لا ارغب في الخروج الى المدرسة والعمل وهذا تتسبب بترضي من العمل والمدرسة لكن لا اقدر على الذهاب بسبب الالم الذي يصاحبني بسبب الحجاب كلما خرجت ابكي تقريبا من شدة الالم ذهب عند الطبيب وقال لي انه بسبب شيء مضعوط على راسك واحتسيت الادوية لكة بدون جدوى. ايظا كنت اداوي فرة راسي من فطريات الراس ايظا وانه يؤلم كثيرا اصبحت ارتدي الحجابات الخفيفة وجميع انواع الححابات لكن دون جدوى. اشعر ان راسي ينفجر واني اذهب يوميا حوالي10 ساعات خارج المنزل من 6 الصبح الى 10 ليلا. لاني اعمل وادرس واعين اهلي فهل يجوز لي ان اخلع الحجاب حتى استطيع الخروج بلا صداع وألم شديد جدا الي حين اخر? افتونا بارك الله فيكم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن حجاب المرأة المسلمة فرض بالكتاب والسنة، وإجماع أهل العلم، وقد أمر الله - جل وعلا - بالتَّسَتُّر والعفاف والتَّصَوُّن، والأخذ بمكارم الأخلاق ومحاسنها؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب:59]، وقال - عز وجل -: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب:33] وقال: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:31].
ولكن من قواعد الشريعة الإسلامية أن الضروراتِ تُبِيحُ المحظوراتِ، وأن الضرورة تقدر بقدرها، فحتى نجزم أن الحجاب هو سبب الضرر بفروة الرأس، والصداع الذي تعانين منه ينبغي استشارة طبيب ثقة، لأن ما نعرفه يقينًا ويخبر به الأطباء الثقات أن لبس الحجاب لا يؤثر على ما يصيب فروة الرأس من الأمراض الجلدية، وأنه لا يوجد مرض جلدي يصيب فروة الرأس يؤثر عليه الحجاب سلبًا، ولكن قد يكون بعض الأقمشة الصناعية التي يصنع منها الحجاب هو الذي يضر فروة الرأس، فيمكنك استعمال أقمشة قطنية خفيفة على الرأس، وكذلك لا تضغطي على رأسك عند ربط الحجاب، ولكن اربطيه بلطف.
كما يمكنك مداواة وجع الرأس بالحجامة؛ فكان من هدي رسول الله علاج وجع الرأس بالحجامة؛ ففي صحيح البخاري عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "احتجم وهو محرم في رأسه، من شقيقة كانت به"، والشقيقة وجع في أحد شقي الرأس والصداع، وروى البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "الشِّفاء في ثلاث: شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية بنار؛ وأنهى أمتي عن الكي"، ورواه مُسْلِمٌ عن جابرٍ.
وفي "الصَّحيحَيْن"، عن أَنَسٍ - رضي الله عنه - أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: "إنَّ أَمْثَلَ ما تَدَاوَيْتُمْ به الحِجَامَةُ". هذا؛ والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: