حكم من قال "حق لا إله إلا الله"

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإن المراد بقولهم: حق لا إله إلا الله، هو التزام شرائع الإسلام، فالدين كله من الأوامر والنواهي والأحكام من حق لا إله إلا الله، وإفراد الله بالعبادة والتوحيد والكفر بما يعبد من دون الله من حق لا إله إلا الله، والانخلاع من الشرك والتزام الأحكام حق لا إله إلا الله.

وفي الصحيحين عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله".

يعني: بحق (لا إله إلا الله)، وكل الإسلام حق لها، لأن معناها الانتقال من دين إلى دين آخر، أي: ترك الدين الذي يكون عليه الإنسان والدخول في دين الإسلام.

وفيهما عن أبي هريرة، قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستخلف أبو بكر بعده، وكفر من كفر من العرب، قال عمر بن الخطاب لأبي بكر: كيف تقاتل الناس، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله، فقد عصم مني ماله، ونفسه، إلا بحقه وحسابه على الله "، فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة، والزكاة، فإن الزكاة حق المال".

والسؤال بحق لا إله إلا الله لا يخرج عن كونه توسلًا إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته، وبأعمال العبد الصالحة كإيمانه واعتقاده بوحدانية الله تعالى، وهو من التوسل المشروع،، والله أعلم.