هل من تلبس الثياب الضيقة تكون مثل العارية
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته البنت اذا لبست الجلبيه الضيقه أو الاسترتش أو البنطلون الجينز أو الجيبه وظهرت عورتها من الخلف بسبب البس الضيق هل هي مثل العاريه التي لا تعتبر لابسه شيء ارجو التوضيح وعدم إرسال فتوى مشابهة
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فقد ورد في السنة المشرفة ما يدل على أن من تلبس الملابس الضيقة أو الخفيفة التي تُرى من ورائها البشرة أو القصيرة التي تكشف شيئا من بدنها بمنزلة العاريات، أو عاريات في المعنى، أو أنهن كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة؛ ففي الصحيح عن أبي هُريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صنفان من أهل النار لم أرَهُما قوم مَعَهُم سِياطٌ كأذناب البَقَرِ، يضربون بِها الناس، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مُمِيلاتٌ مائلات رُؤُوسُهُنَّ كأسْنِمَة البُخْتِ المائلة؛ لا يَدْخُلنَ الجنَّة، ولا يَجِدْن ريحَها وإنَّ ريحَها ليوجد من مسيرة كذا وكذا".
والمعنى النهى عن لباس رقيق الثياب واصفا كان أو غير واصف خشية الفتنة،
فإنه أراد اللواتي يلبسن من الثياب الشيء الخفيف الذي يصف ولا يستر فهن
قال أبو عمر بن عبدالبر في "الاستذكار" (8/ 307): "قوله كاسيات عاريات فمعناه كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة، إذ لا تسترهن تلك الثياب"
وجاء في "المنتقى شرح الموطإ" (7/ 224): "قوله: "كاسيات عاريات"، قال يلبسن ثيابًا رقاقًا، فهن كالكاسيات بلبسهن تلك الثياب، وهن عاريات؛ لأن تلك الثياب لا تواري منهن ما ينبغي لهن أن يسترنه من أجسادهن.
وقاله محمد بن عيسى الأعشى وفي العتبية عن ابن القاسم عاريات تلبسن الرقيق، ويحتمل عندي والله أعلم أن يكون ذلك لمعنيين:
أحدهما: الخفة فيشف عما تحته، فيدرك البصر ما تحته من المحاسن، ويحتمل أن يريد به الثوب الرقيق الصفيق الذي لا يستر الأعضاء بل يبدو حجمها.
قال مالك - رحمه الله - بلغني أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - نهى النساء أن يلبسن القباطي، قال: وإن كانت لا تشف فإنها تصف، قال مالك معنى تصف أي تلصق بالجلد، وسأل مالك عن الوصائف يلبسن الأقبية فقال ما يعجبني ذلك، وإذا شدتها عليها ظهر عجزها، ومعنى ذلك أنه لضيقه يصف أعضاءها عجزها وغيرها مما شرع ستره". اهـ.
إذا تقرر هذا؛ فالمرأة التي تلبس الضيق من الثياب مثل العارية،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: