حكم الصلاة مع خروج إفرازات من الدبر

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فقد اتفق الفقهاء على أن صلاة المعذور صحيحة، مثل من كان مريضاً بالسلس، أو من به جراجحة ويخرج منه الدم بغير اختياره، وينوضأ لكل صلاة إذا خرج الدم أو الصديد من القبل أو الدبر.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "مَن لَم يُمكنْه حفظ الطَّهارة مقدار الصَّلاة، فإنَّه يتوضَّأ ويصلِّي، ولا يضرُّه ما خرج منْه في الصَّلاة، ولا ينتقض وضوءُه بذلك باتِّفاق الأئمَّة، وأكثر ما عليْه أن يتوضَّأ لكلِّ صلاة". اهـ.

وذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى وجوب تجديد الوضوء للمعذور؛ واحتجوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم للمستحاضة: "توضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت"، رواه أبو داود والترمذى وقال: "حديث حسن صحيح"، عن أم المؤمنين عائشة، ورواه البخاري وزاد: "وقال: "توضئى لكل صلاة".

وعليه، فالصلاة صحيحة مع ما يخرج من البر بسبب عملية البواسير، ولكن يجب الوضوء لكل صلاة،، والله أعلم.