حكم التسمية باسم إيمان

منذ 2020-10-03
السؤال:

السلام عليكم قرأت موضوع يقول إن اسم ايمان مكروه و لم افهم السبب هل فعلا اسم ايمان مكروه ؟ هل اسمي يكسبني ذنوبا ؟ هل يجب علي تغير اسمي رغم صعوبة الموضوع ؟ هل يحاسب والدي على تسميتي؟

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد:

فقد اختلف العلماء المعاصرون في مشروعية التسمي بإيمان، وسبب الخلاف هل هو علم مجرد لا يفهم منه التزكية، أم يحمل معنى التزكية مثل برة وتقوى وهدى، وما أشبهها مما فيه تزكية؛ واحتجوا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم غيَّر اسم برّه إلى زينب؛ كما في الصحيحين عن أبي هريرة: "أن زينب كان اسمها برة، فقيل: تزكي نفسها، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب"، وفي صحيح مسلم  عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كانت جويرية اسمها برة، فحول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمها جويرية وكان يكره أن يقال: خرج من عند برة".

وقد يُستدل أيضًا بالحديث المتفق عليه عن سعد بن أبي وقاص قال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمًا، فقلت: يا رسول الله، أعط فلانًا فإنه مؤمن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أو مسلم"، أقولها ثلاثا، ويرددها علي ثلاثا: "أو مسلم".

وقد بين شيخ الإسلام ابن القيم في "زاد المعاد" العلة من النهي عن التزكية فقال (2/ 314): "... وأمر آخر: وهو ظن المسمى واعتقاده في نفسه أنه كذلك، فيقع في تزكية نفسه وتعظيمها، وترفعها على غيره، وهذا هو المعنى الذي نهى النبي صلى الله عليه وسلم لأجله أن تسمى "برة"، وقال: "لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم"، وعلى هذا فتكره التسمية بالتقي والمتقي، والمطيع والطائع والراضي، والمحسن والمخلص والمنيب والرشيد والسديد". اهـ.

وممن كره التسمي بإيمان الشيخ العثيمين كما في "مجموع فتاوى ورسائل" (25/ 255)، حيث سئل عن التسمي بإيمان؟

فأجاب: "اسم إيمان يحمل نوعًا من التزكية، ولهذا لا ينبغي التسمية به لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - غيّر اسم برة لكونه دالاًّ على التزكية، والمخاطب في ذلك هم الأولياء الذين يسمون أولادهم بمثل هذه الأسماء التي تحمل التزكية لمن تسمى بها، أما ما كان علمًا مجردًا لا يفهم منه التزكية فهذا لا بأس به، ولهذا نسمي بصالح وعلي وما أشبههما من الأعلام المجردة التي لا تحمل معنى التزكية".

وذهب علماء اللجنة الدائمة - 1 (11/ 463) إلى جواز التسمية بهدى وإيمان، وقالوا: "لا نعلم مانعًا شرعيًا فيه".

وجاء في "فتاوى نور على الدرب"(18/ 231) للشيخ ابن باز:

"لا حرج فيها – أي: التسمية باسم إيمان - مثل صالح، وعامر، وسعيد، كلها أسماء جامدة ما تقصد معانيها، فلا حرج في ذلك إن شاء الله، وقد هم النبي أن ينهى عن مثل هذا، ثم ترك عليه الصلاة والسلام". اهـ.

إذا تقرر هذا؛ فإن استطعت تغيير اسم إيمان فافعلي، وإن لم يمكنك هذا فلا حرج عليكِ؛ لأن النهي عن التسمي به مكروه فقط، والكراهة تزول لأدنى حاجة، ومن ثمّ فلا إثم عليك،، والله أعلم.  

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام