فَصْل: في الإرادة والمحبة والرضا
منذ 2006-12-01
السؤال: فَصْل: في الإرادة والمحبة والرضا
الإجابة: وكذلك في [الإرادة] و[المحبة] كقوله تعالى:{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا
أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس:82]، وقوله:
{وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي
فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ}
[الكهف:23، 24]، وقوله: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن
شَاء اللَّهُ آمِنِينَ} [الفتح27]، وقوله: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً
أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا
الْقَوْلُ} [الإسراء:16]، وقوله: {وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا
فَلاَ مَرَدَّ لَهُ} [الرعد:11]، وقوله: {وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ
تَبْدِيلًا} [الإنسان: 28]، وقوله: {وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} [الإسراء: 86]، وأمثال ذلك في
القرآن العزيز.
فإن جوازم الفعل المضارع ونواصبه تخلصه للاستقبال، مثل [إن] و[أن]، وكذلك [إذا] ظرف لما يستقبل من الزمان، فقوله: {إِذَا أَرَادَ}[يس: 82]، و{إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ} [الفتح: 27] ونحو ذلك، يقتضي حصول إرادة مستقبلة ومشيئة مستقبلة.
وكذلك في المحبة والرضا، قال الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ} [آل عمران:31]، فإن هذا يدل على أنهم إذا اتبعوه أحبهم الله، فإنه جزم قوله:{يُحْبِبْكُمٍُ} به، فجزمه جوابًا للأمر، وهو في معنى الشرط، فتقديره إن تتبعوني يحببكم الله.
ومعلوم أن جواب الشرط والأمر إنما يكون بعده لا قبله، فمحبة الله لهم إنما تكون بعد اتباعهم للرسول، والمنازعون: منهم من يقول: ما ثم محبة بل المراد ثوابًا مخلوقًا، ومنهم من يقول: بل ثم محبة قديمة أزلية إما الإرادة وإما غيرها، والقرآن يدل على قول السلف أئمة السنة المخالفين للقولين.
وكذلك قوله: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ} [محمد:28]، فإنه يدل على أن أعمالهم أسخطته، فهي سبب لسخطه، وسخطه عليهم بعد الأعمال، لا قبلها، وكذلك قوله: {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزخرف:55]، وكذلك قوله: {إن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر:7]، علق الرضا بشكرهم وجعله مجزومًا جزاءً له، وجزاء الشرط لا يكون إلا بعده.
وكذلك قوله: {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة:222]،و{يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [آل عمران:76]، و{يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [المائدة:42]، و{يٍحٌبٍَ بَّذٌينّ يٍقّاتٌلٍونّ فٌي سّبٌيلٌهٌ صّفَْا} [الصف:4]، ونحو ذلك، فإنه يدل على أن المحبة بسبب هذه الأعمال، وهى جزاء لها، والجزاء إنما يكون بعد العمل والمسبب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية - المجلد السادس (العقيدة)
فإن جوازم الفعل المضارع ونواصبه تخلصه للاستقبال، مثل [إن] و[أن]، وكذلك [إذا] ظرف لما يستقبل من الزمان، فقوله: {إِذَا أَرَادَ}[يس: 82]، و{إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ} [الفتح: 27] ونحو ذلك، يقتضي حصول إرادة مستقبلة ومشيئة مستقبلة.
وكذلك في المحبة والرضا، قال الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ} [آل عمران:31]، فإن هذا يدل على أنهم إذا اتبعوه أحبهم الله، فإنه جزم قوله:{يُحْبِبْكُمٍُ} به، فجزمه جوابًا للأمر، وهو في معنى الشرط، فتقديره إن تتبعوني يحببكم الله.
ومعلوم أن جواب الشرط والأمر إنما يكون بعده لا قبله، فمحبة الله لهم إنما تكون بعد اتباعهم للرسول، والمنازعون: منهم من يقول: ما ثم محبة بل المراد ثوابًا مخلوقًا، ومنهم من يقول: بل ثم محبة قديمة أزلية إما الإرادة وإما غيرها، والقرآن يدل على قول السلف أئمة السنة المخالفين للقولين.
وكذلك قوله: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ} [محمد:28]، فإنه يدل على أن أعمالهم أسخطته، فهي سبب لسخطه، وسخطه عليهم بعد الأعمال، لا قبلها، وكذلك قوله: {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزخرف:55]، وكذلك قوله: {إن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر:7]، علق الرضا بشكرهم وجعله مجزومًا جزاءً له، وجزاء الشرط لا يكون إلا بعده.
وكذلك قوله: {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة:222]،و{يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [آل عمران:76]، و{يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [المائدة:42]، و{يٍحٌبٍَ بَّذٌينّ يٍقّاتٌلٍونّ فٌي سّبٌيلٌهٌ صّفَْا} [الصف:4]، ونحو ذلك، فإنه يدل على أن المحبة بسبب هذه الأعمال، وهى جزاء لها، والجزاء إنما يكون بعد العمل والمسبب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية - المجلد السادس (العقيدة)
- التصنيف: