حكم لف الشعر كعكة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فالذي يظهر أن الأخت السائلة تتحرج من رفع شعرها فوق رأسها ظنًا منها أنه منهي عنه، لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((صنفان من أهل النار لم أرهما؛ قوم معهم سياط كأذناب البقر، يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا))؛ رواه مسلم.

فكثير من النساء يظن أن المراد بقوله ((كأسنُمة البُخت)) رفع الضفائر فوق الرأس، وهو تفسير خاطئ، والصحيح أن المعنى هو أن المرأة تجعل رأسها كبيرة بوضع الحشوة من الخرق أو الخمر حتى تصير تشبه العمائم، فالعبارة كناية عن تكبير رأسها بالخرق حتى يظن الرائي أنه كله شعر، فالحديث ينهى عن حشو الشعر، سواء كان الحشو بشعر، أو بقطن، أو بغيرهما. ولا شكَّ أنَّ إظهارَ الشَّعْرِ أكْثَرَ أو أكْثَفَ من حقيقَتِهِ منَ الوَصْلِ والزُّورِ المنهيِّ عنه.

؛ قال النووي في "شرح مسلم" (14/ 110): "يعني يُكَبِّرْنَهَا ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة أو نحوها".

وفي "كشف المشكل من حديث الصحيحين" (3/ 568): "قوله: ((رؤوسهن كأسنمة البخت)) فيه قولان: أحدهما: أنهن يعظمن رؤوسهن بما يصلنه من الشعر وبالخمر عليهن فيشبه أسنمة البخت في ارتفاعها.

والثاني: أنهن يطمحن إلى الرجال ولا يغضضن، ولا ينكسن رؤوسهن".

وعليه، فلا بأس من رفع الشعر فوق الرأس،، والله أعلم.