هل الصلاة ما قبل البلوغ صحيحة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كنت اصلي ما قبل البلوغ وتركت الصلاة لفترة معينة وبعدها رجعت للصلاة وتبت لربي هل يجب ان اقضي كل ما فاتني ام الصلاة ما قبل البلوغ ممكن ان تساعد في قضاء بعض منها وما حكم من ترك الصلاة ومن ثم عاد وحاول قضائها ولكنه مات ولم يكمل القضاء
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومن والاه، أمَّا بعدُ:
فقد أجمع العلماء على أن الأطفال الصغار يثابون على ما يفعلونه من الحسنات، وأن العبادات التي يقومون بها صحيحة ومنها الصلاة، وأنهم يفضلون بذلك على من لم يعمل كعملهم، وأنه يجب على الولي تأديبهم وزجرهم بل وضربهم إذا تركوا الصلاة بعد بلوغ عشر سنين، وإن كان القلم مرفوعًا عنهم في السيئات؛ كما ثبت في الصحيح عن ابن عباس قال: رفعت امرأة صبيًا لها، فقالت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألهذا حج؟ قال: "نعم، ولك أجر"، وفي السنن عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مروا أبناءكم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة النبوية" (6/ 49):
"... وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "رفع القلم عن الصبي حتى يحتلم، والمجنون حتى يفيق، والنائم حتى يستيقظ"، إنما يقتضي رفع المأثم لا رفع الضمان باتفاق المسلمين، فلو أتلفوا نفسًا أو مالاً ضمنوه، وأما رفع العقوبة إذا سرق أحدهما، أو زنى أو قطع الطريق، فهذا علم بدليل منفصل بمجرد هذا الحديث".
إذا تقرر هذا، تبين أن قلم السيئات مرفوع عن غير المكلف، وإن كان المميز يعاقب لدفع الفساد، والشرع قد جاء بعقوبة غير المكلفين في دفع الفساد في غير موضع، وليس من هذا قضاء الصلوات الخمس؛ لأنها لم تجب عليه بعد وإنما الواجب على الولي أو يأمره بها، ويضربه على تركها بعد تمام العشر،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: