خوف من الرياء و عدم القبول و الانتكاس
السلام عليكم الحمدلله ربنا هداني و بدأت أحافظ علي صلاتي بعد ما كنت لا أصلي و الالتزام لسه شيئ مستجد في حياتي و لفت انتباه ناس كتير من الجيران و الاصدقاء و بدأو يعلقوا علي كل مرة بروح أصلي فيها لدرجة إني بقيت أخاف انزل أصلي في المسجد ليكون رياء عندي وسواس قهري من ناحية الرياء
الأمر الثاني ديما عندي شك في صحه عبادتي و خوف من إنها لا تقبل الأمر الثالث خايف من الانتكاس
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فإنَّ قصد الله تعالى بالعبادة شرط في قبول العمل، وهو الإخلاص الذي يبعد صاحبه عن مراعاة نظر الناس، فلا يعمل شيئًا لنظر أحد، ولا يترك العمل من أجل الناس؛ لأنه من الرياء.
والشيطان حريص على أن يفتح على المسلم باب الوسوسة حتى يشككه في نيته وقصده، وربما قاده بعد ذلك إلى ترك العمل بحجة فقد الإخلاص أو خوف الرياء، وهذا مدخل من مداخل الشيطان الخفية، التي يجب على العبد التحرز منها، وإخلاص القصد لله، وعدم الالتفات لألقيات الشيطان.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والوسواس يعرض لكل من توجه إلى الله تعالى بذكر أو غيره؛ فينبغي للعبد أن يثبت ويصبر ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة، ولا يضجر؛ فإنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان، إن كيد الشيطان كان ضعيفاً، وكلما أراد العبد توجهاً إلى الله تعالى بقلبه جاء من الوساوس أمور أخرى، فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد أن يسير إلى الله تعالى أراد قطع الطريق عليه، ولهذا قيل لبعض السلف: إن اليهود والنصارى يقولون: لا نوسوس، فقال: صدقوا وما يصنع الشيطان بالبيت الخرب، وإذا استسلم الشخص للوساوس ولم يقطعها، فقد تجره إلى ما لا تحمد عقباه - والعياذ بالله - ومن أفضل السبل إلى قطعها والتخلص منها: الاقتناع بأن التمسك بها اتباع للشيطان". اهـ.
وقال الإمام ابن القيم في مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (2/ 91-92): "الإخلاص استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن، والرياء: أن يكون ظاهره خيرًا من باطنه، والصدق في الإخلاص: أن يكون باطنه أعمر من ظاهره.
وقيل: الإخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق، ومن تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله.
ومن كلام الفضيل: ترك العمل من أجل الناس: رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص: أن يعافيك الله منهما.
قال الجنيد: الإخلاص سر بين الله وبين العبد، لا يعلمه ملك فيكتبه، ولا شيطان فيفسده، ولا هوى فيميله.
وقيل لسهل: أي شيء أشد على النفس؟ فقال: الإخلاص؛ لأنه ليس لها فيه نصيب.
وقال بعضهم: الإخلاص ألا تطلب على عملك شاهدًا غير الله، ولا مجازيًا سواه.
وقال مكحول: ما أخلص عبد قط أربعين يومًا إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه.
وقال يوسف بن الحسين: أعز شيء في الدنيا: الإخلاص. وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي، فكأنه ينبت على لون آخر.
وقال أبو سليمان الداراني: إذا أخلص العبد انقطعت عنه كثرة الوساوس والرياء". اهـ.
فاستعن بالله ولا تعجز، ولا تسترسل مع خطرات الشيطان، واقطعها في بدايتها فهذا أسهل من الاسترسال معها ثم العمل بعد ذلك على دفعها، وستجد على موقعنا فتاوى كثيرة في كيفية دفع الوسوسة.
وقد سبق بيان كيفية الثبات على الحق في فتوى: "وسائل الثبات على التقوى، وكيفية مجاهدة النفس والشيطان"،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: