معاملة الأم الحادة الطباع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ماما حادة الطباع وعصبيه وديما وانا صغيرة لما كنت بغلط كانت تعاقبني بالخصام لايام واستمر لحد وانا كبيرة ودا عملي عقدة ف نفسي اني بكره الخصام وانا بحاول ارضيها بكل الطرق ولكنها صعبه الرضا ومش بترضي بسهولة وديما تقول انا الام اعمل اي حاجه وانا بطبيعه البشر بضايق من كلامها واللي هي بتعملو معايا وبزعل اي انسب طريقة اتعامل بيها مع امي بحيث اني مغضبش ربنا
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا يخف عليك أنَّ طاعة الأم والحرص على رضاها من أوْكد الحقوق، وأوجبها؛ للأدلَّة الصَّريحة من الكتاب والسنَّة؛ قال الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ* وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان: 14، 15].
كما أن إغْضاب الأم من أعظم الذنوب التي توجب غضب الله - عزَّ وجلَّ - فعن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنْهما - عنِ النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((رضا الرَّبِّ في رضا الوالد, وسخَط الرَّبِّ في سخَط الوالد))؛ رواه التِّرمذي، وحسَّنه الألباني في "السلسلة الصحيحة"، ورواه الطَّبرانيُّ بلفظِ: ((رضَا الرَّبِّ في رضا الوالِدَيْنِ، وسَخَطُهُ في سَخَطِهما)).
وكذلك الحديث المخرج الصحيحين أن رجلاً قال يا رسول الله من أبر مني بحسن الصحبة؟ قال: "أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: ثم أبوك"، وفي لفظ آخر: "أمُّك أمُّك أمك ثم أبوك".
وحدة الأم وعصبيتها تجاه أبنائهم لا يبرر العقوق ولا يسوغ التقصير، ولا يُسقط حقها في البر والإحسان.
أما ما يجب عليك فعله فهو الاستعانة بالله تعالى، ومداومة التوجه إليه سبحانه بالدعاء وطلب العون، مع التحلَّي بِالصبر والرفق واللين، والعمل على برِّها والإحسان إليْها، ومعاونتها في شئون المنزل والتخفيف عنها، والاهتمام بشؤونها وإحضار هدايا مناسبة، ونحو هذا مع تخير الكلام الحاني والعبارات الندية؛ فللمعاملة الحسنة سرٌّ غريب في صلاح القُلوب وتآلف النفوس، ومهما ردة فعلها قاسية أو غير حانية فاقبليها واحتسبي الأجر الجزيل عند الله.
هذا؛ واغتنمي أوقات هدوئها وصفاء نفسها وانصحيها برِّفْقُ، ولين، مع الأدب الجمّ، وسلوك أحسن الطُّرُق وأرقِّ الأساليب، والحذر من الوقوع في التَّخْشين، أو فيما نَهى الله عنه؛ يقول الله تعالى: {فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} [الإسراء: 23]،، والله اعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: