حكم الإيلاج في الدبر بغير عمد

منذ 2021-05-26
السؤال:

زوجتي تقول انه بالخطأ مني قمت بالايلاج بالدبر و انا لم اشعر بذلك و لكنها تقول شعرت بذلك هل هذا حرام وماذا يجب علي ان افعل لا كفر عن هذا علما اني لم اشعر بذلك كما ذكرت سابقًاً و جزاكم الله عنا كل خير

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومَن والاه، أما بعدُ

فمن المقرر في الفقه الإسلامي أنه يجوز للزوج الاستمتاع بزوجته، ومداعبةُ دُبُرِها من غير إيلاج، إذا أمن على نفسه من الوقوع فيما حرم الله.

جاء في "الأشباه والنظائر": "القاعدة الثامنة: الحريم له حكم ما هو حريم له... ضابط: كل مُحَرَّم فحريمه حرام إلا صورة واحدة، لم أرَ مَنْ تَفَطَّن لاستثنائها، وهي دُبُر الزوجة، فإنه حرام، وصرَّحُوا بجواز التلذُّذ بحريمه، وهو ما بين الأليتَيْن". اهـ.

أما إن كانت المداعبة قد تفضي إلى محرم، بحيث لا تتمالك نفسك من الوقوع في الإتيان في الدبر - فإن هذه المداعبة تكون حرامًا؛ لأنها تفضي إلى الحرام؛ ففي حديث النعمان بن بشير المتفق عليه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: ((إن الحلال بيِّن، وإن الحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات، فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات، وقع في الحرام، كالراتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه)) الحديثَ.  

أما حدوث الإيلاج في الدبر عن غير عمد، فلا إثم على صاحبه؛ لأن الشارع الحكيم رفع المؤاخذة في جميع ما أخطأ به الإنسان من قول أو عمل؛ كم قال تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 5]؛ فدلت الآية الكريمة على أن الخطاء لا تأثير له في القلب؛ فيكون عمل جارحة بلا عمد قلب، والقلب هو الأصل.

وقال رسوله الله صلى الله عليه وسلم: ((رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه))؛ رواه ابن ماجه وابن حبان وغيرهما.

وقال تعالى: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا } [البقرة: 286]، وقد ثبت في الصحيح أن الله تعالى قال: "قد فعلت"، ولفظ الخطأ وأخطأ عند الإطلاق يتناول غير العامد، وإذا ذكر مع النسيان أو ذكر في مقابلة العامد كان نصًا فيه؛ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية.

إذا تقرر هذا، فلا إثم عليك من الإيلاج في الدبر إن كنت غير متعمد، ولكن يجب عليك الكف عن هذا إن كنت تقع في المحظور وأنت لا تشعر،، والله أعلم

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام