كيف التواصل مع امي وأنا أكره زيارتها
كيف التواصل مع ام في العقد الثامن من العمر لها سبع بنات .. تحب من يقترب منها بنقل الاخبار وانتقاد احد الاخوات وانا منذ الصغر بعيده عن تلك الحلقات التي كانت تتزعمها هذه الام وبناتها . حين اتصل بها تجيب بجفاء او كثيرا لا تجيب او تجيب بسيل من التهم المنقوله من احد اخواتي … استطاعت ان تفرق بيني وبين من اقتربت منهم من اخوتي واخواتي بتلفيق احاديث كاذبه عني وهي لا تود الا من يقترب منها مع نميمه ،،، حين تحدث معي مشكله في حياتي واسرد لها المشكله تبادلني تنهيده شماته او ابتسامه شماته طبعت في مخيلتي لا استطيع نسيان تلك الحركات على كل حال انا لا احقد عليها فكل انسان يجني ما يصنع ولكني لا اريد ان اكون غير باره بوالدتي علما انني اسكن في مدينه تبعد ٤٥٠ كم عن مدينه امي واكره زيارتها واتثاقل جداً فأعرف اللقاء سيكون اتهام واحداث قديمة سمعتها عني من اخواتي ولا تمت للحقيقه بصله علما انني الى الان رغم ما تفعل معي اتصل بها بين الحين والحين رغم المكالمه القاسيه هذا ان ردت على هاتفي.وانا عندي ضغط كل مكابمه ترفع ضغطي ان ردت عليها، ولا استطيع تحمل زيارتها حاليا
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فلا شك أن سوء معاملة الأم لابنتها ابتلاء شديد على النفس، والإيمان بالقضاء والقدر يهونه على المسلمة، وأن ما أصابها لم يكن ليخطئها، وما أخطأها لم يكن ليصيبها، وأن مَصيرنا جميعًا ومرجعنا إلى الله مولانا الحق، وسنخلف الدنيا وراء ظهرِنا، ونجيء ربنا أفرادًا كما خلَقنا أول مرة بالحسنات والسيئات فقط، إليه المرجعُ والمآب، والتسليمُ المطلق للقدر في كلِّ ما ليس لنا فيه حيلة مِن الإيمان بالقضاء والقدَر، فهذا مما يعين الصبر على الابتلاء وحبَس النفس قولًا وفِعلًا، واحتَسَابَ الأجر عند الله، ، والبركة في الزوج والذرية؛ فما يُدرك مِن الأجر بالصبر أعظم مِن المصاب.
ولا يخفى على مسلم أن الأم مهما فعلَت لا يجوز مطلقًا مقاطعتهما؛ قال الله - تعالى -: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 23، 24]، وحذر سبحانه من قطيعة الرحم عمومًا؛ فقال الله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد: 22، 23].
كما أن بر الأمِّ مِنْ أعظم القربات، وعُقُوقها مِن أعْظم الموبقات، وأقْبح العُقُوق، ومما يسهل عليك صلتها أن تضعي نصبَ عينَيك الحديث الشريف الذي رواه البخاري في الأدب المفرد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رغم أنف عبدٍ أدرَكَ أبوَيه أو أحدهما لم يُدخله الجنة))، وفي الصحيحَين أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله، من أبرُّ منِّي بحسنِ الصحبة؟ قال: ((أمُّك))، قال: ثم من؟ قال: ((أمُّك))، قال: ثمَّ مَن؟ قال: ((أمُّك))، قال ثمَّ مَن؟ قال: ثم أبوك)) وفي لفظ آخر: ((أمُّك أمُّك أمُّك، ثم أبوك)).
وأكثري مِن الدعاء لها أن يشرحَ صدريها، ويُصلح أحوالها ويختم لها بخير، ومهما صدتك عن الصلة فلا تتوقفي عن برها طاعة لله تعالى، ورحمة بها،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: