هل قصص الميثولوجيا حقيقية

منذ 2021-09-22
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا سؤال يحيرني دائما وهو عن القصص والاساطير التي تسمى بالميثولوجيا هل هي حقيقية او مجرد خرافات وان كانت كذلك لما لم يعاقبهم الله بقولهم انهم الهة كما فعل بفرعون

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:

فمما لا شك فيه أن الميثولوجيا أو الميثولوجية، والتي اصطلح على ترجمتها إلى علم الأساطير، محض خرافات، ألفها الإنسان لأسباب كثيرة منذ آلاف السنين، فهي مصطلح معرّب عن اليونانية، ويطلق على العلم الذي يعنى بدراسة منشأ الأسطورة وتطورها، ودراسة أساطير الشعوب والعلاقات المتبادلة بين هذه الأساطير، وكذلك يطلق على مجموعة الأساطير التي تختص بالتراث الوثني الشركي، حيث يكون أشخاص الأسطورة من الآلهة، أو أنصاف الآلهة، ووجود الإنسان فيها مكملاً فقط، وتتحدث عن الظواهر الطبيعة، أو نشأة الكون، أو العلوم الإنسانية.

وغالبًا ما تتألف من مجموعة من الأحداث الخارقة والغريبة، وقد تتضمن مجموعة من الأحداث التاريخية، ويعتقد أصحابها بأنها على مستوى عالٍ من الصحة.

فالأساطير اليونانية، والأساطير الرومانية، والأساطير الحثية، والمصرية" والهندية، "الميثولوجيا الأوقيانوسية" و"الميثولوجيا الشرقية" و"الميثولوجيا الأفريقية وغيرها كلها تصف مجموعة الأساطير التي أعيد سردها بين تلك الثقافات.

أما لماذا لم يعذبهم الله على كفرهم، فلا شك أن عدم العلم ليس علمًا بالعدم، وهو ليس بأولى من العكس، أعني إثبات العذاب والاستئصال، ومن المقرر في البديهة العقلية والشرعية الفرق بين عدم العلم والعلم بالعدم، وبين عدم الدليل؛ والدليل على العدم، فإذا زعم الإنسان شيئًا ولم يكن معه سوى عدم العلم وعدم الدليل، لم يكن ذلك مانعًا من موجَب الدليل العام بالاضطرار وإجماع الأمة.

أما ما ورد في الكفار عمومًا ومنهم أولئك؛ قوله تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (58) وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا} [الكهف: 58، 59].

فالله سبحانه وتعالى الحليم بخلقه، ولا يعجل بالعقوبة، بل يمهل لخلقه من غير إهمال، ولن تفوته عقوبة هؤلاء المعرضين، ولكنه لرحمته بخلقه غير فاعل ذلك بهم إلى ميقاتهم.

وقال تعالى {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [النحل: 61]، وقوله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا} [فاطر: 45]

فعذاب الله للكفار واقع لا محالة في الآخرة، وأن التأخير فيه إنما لأنه لم يحن وقته الذي قدَّره الله تعالى عليهم، والله تعالى ذكر هلاك بعض الأمم الكافرة في القرآن لينبه على من سواهم؛ كما قال سبحانه بعدما ذكر هلاك قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وقوم فرعون : {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ* أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ* سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ* بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ}[القمر: 43 - 46]

ونبه عزّ وجل نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم على عدم طلب العذاب للكافرين والهلاك؛ فقال سبحانه: {فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا} [مريم: 84].

وفي الصحيحين ن أبي موسى رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  "إن الله عز وجل يملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: {كَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102].

هذا؛ والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام