نزول دم قليل قبل الحيض بيوم او يومين

منذ 2022-01-26
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا معتادة كل مرة ان تاتيني افرازات بها دم قليل وافرازات بنية قبل الدورة بيوم او يومين وبعدها ياتي الدم الغزير وقرأت انه يجب ان تكون متصلة بالحيض حتى تعتبر حيضاً لكنني لا اعرف كيف تكون متصلة فانا خلال هذه اليومين تكون نقاط الدم قليلة وقد تاتي في اوقات متفرقه من اليوم وهي قليلة فهل اعتبرها حيضا؟ وانا كنت لا اعتبرها شيئا واصلي بوجودها لكنني شككت بامرها وتركت الصلاة بوجودها لكي اتاكد من حضرتكم فهل هي حيضا؟ وان لم تكن حيضا هل يجب علي اعادة الصلوات التي تركتها ؟

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فمن المعلوم أن إقبال الحيضة، وإدبارها، يعرف بالعادة أو بصفة الدم التي يراعى فيها تلون الدم؛ لحديث فاطمة بنت أبى حبيش، أنها كانت تُسْتَحَاضُ؛ فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم-: ((إذا كان دم الحَيضَة، فإنه دم أسود يُعرف، فإذا كان ذلك، فأمسكي عن الصلاة، فإذا كان الآخر، فتوضئي وصلِّي؛ فإنما هو عَرَق))؛ رواه أبو داود، وقوله - صلى الله عليه وسلم- ((يُعرف)) أي: تعرفه النساء.

قال الشوكاني: "والحديث فيه دلالة على أنه يعتبر التمييز بصفة الدم، فإذا كان متَّصِفًا بصفة السواد فهو حيض، وإلا فهو اسْتحَاضَة، وقد قال بذلك الشافعي".

وقد دلت السنة أيضًا على العمل بالعادة المعروفة على أن المعتادة تعمل بعادتها؛ كما روى البخاري عن عائشة، قالت: قالت فاطمة بنت أبي حبيش لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني امرأة أستحاض فلا أطهر، أفأدع الصلاة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما ذلك عرق وليس بالحيضة، فإذا أقبَلَت الحيضة، فاتركي الصلاة، فإذا ذهب قدرُها، فاغسلي عنك الدمَ وصلي)).  

وفي رواية في الصحيحين: ((فإذا أقبَلَت الحيضة، فدعي الصلاة، فإذا أدْبَرَت، فاغسلي عنك الدمَ وصلي))، وفي رواية للبخاري: ((دعي الصلاة قدر الأيام التي كنت تحيضين فيها، ثم اغتسلي وصلي))، وفي زيادة عند الترمذي: ((ثم توضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت)).

وروى مسلم عن عائشة - أيضًا - أن أم حبيبة بنت جحش، شكت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدم، فقال لها: ((امكُثي قدر ما كانت تحبسك حيضتُك، ثم اغتسلي، فكانت تغتسل عند كل صلاة))، وفي لفظ عند أحمد والنسائي، قال: ((فلتنتظر قدر قرئها التي كانت تحيض، فلتترك الصلاة، ثم لتنظر ما بعد ذلك، فلتغتسل عند كل صلاة وتصلي))، وروى النسائي عن زينب بنت جحش، أنها قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنها مستحاضة، فقال: ((تجلس أيام أقرائها، ثم تغتسل)).

 والأحاديث بهذا المعنى كثيرة، وهي تدل على اعتبار العادة، ومعناها معرفة إقبال الحيضة وإدبارها، فالحيض تعرفه النساء: إما بمعرفة العادة، أو بمعرفة لون دم

أما معنى كلام أهل العلم إذا كانت الصُّفْرَةَ والْكُدْرَةَ ونحوهما متصلة بالحيض، يعني يصاحبها ألم الدورة، كالمغص ونحو ذلك، مما يصاحب المرأة في عادتها، فتعتبر حينئذ من الحيض.

أما إن لم يصاحبها آلام الحيض ونزلت في أيام الطهر، وقبل إتيان الدورة، فلا تُعد حيضًا؛ لأن المقرر - عند أكثر أهل العلم أن الصُفرة والكدرة في غير أيام الحيض ليست حيضًا؛ كما روى البخاري عن أم عطية - رضي الله عنها - قالت: "كنا لا نعد الْكُدْرَةَ وَالصُّفْرَةَ شيئًا"، ورواه أبو داود بزيادة: "بعد الطهر".

وعليه ؛ فإن الإفرازات التي تأتيك قبل الدورة المعروفة بيوم أو يومين ليس لها حكم الحيض، حتى ينزل دم الحيض المعروف،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام