هل انا لوطي
انا شاب و شبه مغترب و جاء ل منزلي جاري وهو شاذ يميل للانوثة حدث بيننا احتكاك ونحن جالسين بجوار بعضنا لكن دون أي خلع ملابس او اي نكاح و كنت اتخيله فتاة في عقلي لم أكن اشتهيه هو وانا مغيب من شيطان نفسي ولم نتجاوز دقائق معدودات قذفت و انا مرتدي ملابسي ندمت اقسم بالله و أصبح هناك هم ثقيل على صدري و كدت ابكي من خوفي من هذا الذنب ولن افعل ذلك ولو على رقبتي هل انا الآن لوطي؟ وماذا افعل
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَنْ والاه، ثم أمَّا بعد:
فاحمد الله أن الأمر توقف عند هذا الحد ولم تتماد في الشر، ويتعين عليك الآن قطع أي علاقة بينك وبين هذا الشخص والفرار منه، وعدم الاختلاء به، حتى لا تقع في المفاحشة الكبرى.
ويجب عليك أن تتوب إلى الله توبة صادقة، بالندم والإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم العود إليه، ومن شرط الإقلاع عدم الخلوة بهذا الشخص، والحذر من النظر إليه بشهوة.
وقد أوجب الله سبحانه التوبة على جميع عباده، ووعد عليها بتكفير السيئات، ومحو الذنوب، والعفو عن الخطايا؛ فقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [التحريم: 8]، والتوبة النصوح: هي التوبة العامة الشاملة للذنوب، والاستمرار عليها في جميع أحواله، قال تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 104]، وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا*إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } [الفرقان: 68 - 70].
وأرشد الله سبحانه وتعالى التائبين إلى الإكثار من الأعمال الصالحة، وسلوك طريق الهداية، والابتعاد عن أسباب الغواية؛ فقال سبحانه وقال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]، وقال سبحانه: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114].
فاحرص على أداء الفرائض في أوقاتها، وأكثر من فعل النوافل والأعمال الصالحة، خصوصًا الصيام، لأن وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في قطع الشهوة، فقال: ((عليه بالصوم، فإنَّه له وِجَاءٌ))، وأكثر من قراءة القرآن بتدبر، وإدمان الذك، وأكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وأصدق اللجوء إليه أن يحفظ من شر نفسك وشر الشيطان وشركه، واستعن بالله تعالى أن يصرف عنك رجز الشيطان، ولتحذر من التمادي فيفضحك الله؛ فإن من سنن الله تعالى في خلقه أن العبد إذا اغتر بستر الله فتمادى، فضحه الله تعالى.
وجاهد نفسَك في ذات الله؛ ليتحقَّق لك الشفاء التام من داء الشهوة المحرمة؛ كما قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ومَن يسْتَعْفِفْ يُعِفَّه الله، ومَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِه الله، ومَنْ يتصبَّر يُصَبِّرْهُ الله، وما أُعطيَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسعَ منَ الصَّبر))؛ متَّفقٌ عليْه،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: