لدي رغبة جنسية قوية
انا متزوجه منذ ٦ سنوات كنت قبل الزواج اشعر برغبه جنسيه شديدة ولم اكن اعي ذلك حتى استشرت احد المتخصصين النفسيين واعطتني حبوب مهدئه لذلك هذه الرغبه لا تكن قويه دائما فهي تظهر بشدة بعد الدورة الشهريه .بعد زواجي عانيت كثيرا لان الجماع لم يكن مرضي وقد يحدث قذف عند زوجي سريعا .. بعد انجابنا طفلتين اصبحت العلاقه اقل وعلى فترات متباعده وفي كل مره يحدث جماع تشتد عندي الرغبه بشكل يجعلني متأذية من ذلك ويجعلني اشعر بتوتر وعدم ارتياح مجرد احتكاك الملابس يجعل الافرازات كثيره طوال الايام التاليه .. ماذا افعل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومن والاه، أمَّا بعدُ:
فقد أوجب الله تعالى على الرجل معاشرة زوجته بالمعروف، والجماع من آكَدِ الحقوق للمرأة على زوجها، بل هو مِن أهمِّ مقاصد النكاح؛ ففي صحيحَي البخاري ومسلم عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((يا معشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوَّج، فإنه أغضُّ للبصر، وأحصَن للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء))..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى الكبرى":
"ويجب على الرجل أن يطأ زوجته بالمعروف، وهو مِن أوكَدِ حقِّها عليه أعظم من إطعامها.
والوطء الواجب قيل: إنه واجب في كل أربعة أشهر مرة، وقيل: بقَدرِ حاجتها وقدرته، كما يُطعِمها بقدر حاجتها وقدرته، وهذا أصحُّ القولين". اهـ.
أما الخطوات العملية لحل هذه المشكلة، فتبدأ بالنقاشٍ الهادئ مَعَ زوجك، لستوضحي منه سبب ذلك، ووضع حلول واقعية قابلة للتنفيذ، وبالتفاهم والود والرحمة، والمناقشة الهادئة، فإن علاج المشكلات الجنسية أصبحت ميسورة في زماننا، وتشهد طفرة طبية كبيرة، سواء في علاج الضعف الجنسي عمومًا أو سرعة القذف وغيرها، فأذهبا إلى أحد الأطباء المتخصصين في علاج تلك المشكلات.
وإن كان الأمر يتعلق بعدم اهتمامك بنفسك أو زينتِكِ، أو نحو هذا، فالعلاج إذن من ناحيتك.
وإن شعرتِ بعدم استجابته فلا تترددا في الذهَاب لبعض أهل العلم ليُبيِّن له ما يجب على الزوج، وأنه يكون آثمًا مُسيئًا لعشرة زوجته، وظالمًا لها بعزوفه عن المعاشَرة، وأن حق الزوجة على زوجها أن يُعفَّها على قدر طاقته وحاجتها، وأن إشباع حاجتها يعدُّ من حسن العِشرة، ومما يؤجر عليه العبد؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وفي بُضعِ أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدُنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتُم لو وضعها في حرام، أكان عليه فيها وزرٌ؟ فكذلك إذا وضَعها في الحلال، كان له أجر))؛ رواه مسلم.
ولكن أن استمر الأمر على ما هو عليه، أو رفض تلك الحلول، فإن كنت تقدرين على الصبر، والاستعفاف بالصوم وحفظ السمع والبصر عن الحرام، والاستعانة بالله تعالى، وتقوية الصِّلة به، وشغل الأوقات بالأعمال النافعة، وإلا فمِن حقِّك طلب الطلاق أو الخلع، وليس عليك عتبٌ ولا جُناح، وإنما يحرم طلب الطلاق من غير بأس؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة))؛ رواه الإمام أحمد وأبو داود،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: