تعجيل الفطر أفضل من تأخيره

منذ 2022-04-19
السؤال:

هل في تأخير الفطر بعد صلاة المغرب ثواب ؟.

الإجابة:

الحمد لله.

تأخير الفطر ليس فيه ثواب، بل الأفضل والأكمل في الثواب هو تعجيل الفطر بعد غروب الشمس مباشرة.

روى البخاري (1957) ومسلم (1098) عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ».

ورواه أبو داود (2353) عن أَبي هُرَيْرَة وفيه: «لأَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ». حسنه الألباني في صحيح أبي داود (2353).

قال النووي:

فِيهِ الْحَثّ عَلَى تَعْجِيله بَعْد تَحَقُّقِ غُرُوبِ الشَّمْسِ، وَمَعْنَاهُ لا يَزَال أَمْر الأُمَّة مُنْتَظِمًا وَهُمْ بِخَيْرٍ مَا دَامُوا مُحَافِظِينَ عَلَى هَذِهِ السُّنَّة، وَإِذَا أَخَّرُوهُ كَانَ ذَلِكَ عَلامَة عَلَى فَسَادٍ يَقَعُونَ فِيهِ اهـ.

قوله صلى الله عليه وسلم: «لأَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ».

قَالَ الطِّيبِيُّ:

فِي هَذَا التَّعْلِيل دَلِيل عَلَى أَنَّ قِوَام الدِّين الْحَنِيفِيّ عَلَى مُخَالَفَة الأَعْدَاء مِنْ أَهْل الْكِتَاب، وَأَنَّ فِي مُوَافَقَتهمْ تَلَفًا لِلدِّينِ اهـ.

وروى مسلم (1099) أن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا سئلت عن رجل مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وهو عبد الله بن مسعود) يُعَجِّلُ الْمَغْرِبَ وَالإِفْطَارَ، فَقَالَتْ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ.

قَالَ الشَّافِعِيّ فِي " الأُمّ ":

"تَعْجِيل الْفِطْر مُسْتَحَبٌّ" اهـ.

وقال ابن حزم في "المحلى" (4/380):

وَمِنْ السُّنَّةِ تَعْجِيلُ الْفِطْرِ وَتَأْخِيرُ السُّحُورِ، وَإِنَّمَا هُوَ مَغِيبُ الشَّمْسِ عَنْ أُفُقِ الصَّائِمِ وَلا مَزِيدَ اهـ.

وقد ذكر العلماء عدةَ حِكَم لاستحباب تعجيل الفطر، فمنها:

1- مخالفة اليهود والنصارى.

2- اتباع السنة وموافقتها.

3- أَنْ لا يُزَادَ فِي النَّهَار مِنْ اللَّيْل.

4- أَنَّهُ أَرْفَقُ بِالصَّائِمِ، وَأَقْوَى لَهُ عَلَى الْعِبَادَة.

5- ولما فيه من المبادرة إلى تناول ما أحله الله عز وجل، والله سبحانه وتعالى كريم، والكريم يحب أن يتمتع الناس بكرمه، فيحب من عباده أن يبادروا بما أحل الله لهم من حين أن تغرب الشمس.

"وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ مَحَلَّ ذَلِكَ إِذَا تَحَقَّقَ غُرُوبُ الشَّمْس بِالرُّؤْيَةِ أَوْ بِإِخْبَارِ عَدْلَيْنِ، وَكَذَا عَدْلٍ وَاحِد فِي الأَرْجَح" قاله الحافظ.

انظر: "فتح الباري" شرح حديث رقم (1957)، "الشرح الممتع" (6/267).

الإسلام سؤال وجواب

موقع الإسلام سؤال وجواب