حكم وضع المرهم للصائم ووجود رائحته في الحلق
السلام عليكم لي صديقة آلامتها ضرسها فوضعت على خدها مرهم للألم وهو قوي الرائحة حارة فأحست بأن رائحته في بلعومها هل صيامها صحيح وهل تعيده ام لا؟ جزاكم الله خيراً
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومن والاه، أمَّا بعدُ:
فإنَّ وضع المرهم على الخد ووجود طعمه في الحلق لا يُبْطِلُ الصوم؛ لأنه ليس طعامًا ولا شُرْبًا ولا في معناهما، لأن الوجه ليس بجَوْفٍ، ولا مَنْفَذ إلى الحلق.
قال شيخ الإسلام ابن تَيْمية في "مجموع الفتاوى" (25/ 244): "ومعلوم أن النص والإجماع أثبتا الفطر بالأكل والشرب والجماع والحيض؛ والنبي صلى الله عليه وسلم قد نهى المتوضئ عن المبالغة في الاستنشاق إذا كان صائمًا" اهـ.
وقال أيضًا في رسالة (حقيقة الصيام): "فإنَّ الصيام من دين المسلمين الذي يَحْتَاجُ إلى مَعْرِفَتِهِ الخاصُّ والعامُّ. فلو كانت هذه الأمور - يقصد الكحل والحقنة وما يقطر في الإحليل ومداواة المأمومة والجائفة ونحو هذا للصائم - مما حرَّمه الله ورسوله في الصيام ويَفْسُدُ الصومُ بها لكان هذا ممَّا يجب على الرسول - صلى الله عليه وسلم - بيانُه، ولوْ ذَكَرَ ذلك لعلِمَهُ الصحابة وبلَّغوه الأُمَّة كما بلغوا سائر شرعه، فلما لم يَنْقُلْ أحدٌ من أهل العلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك لا حديثًا صحيحًا ولا ضعيفًا ولا مُسندًا ولا مُرسلاً عُلِمَ أنه لم يَذْكُرْ شيئًا من ذلك، والحديث المرويّ في الكحل يعني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بالإثمد المروح عند النوم وقال: "لِيَتَّقِهِ الصائم"، ضعيف، رواه أبو داود في السنن ولم يَرْوِهِ غيرُه. والأحكام التي تحتاج الأمة إلى معرفتها لا بد أن يبينها النبي - صلى الله عليه وسلم - بيانًا عامًّا، ولا بد أن تنقلها الأمة، فإذا انتفى هذا عُلِمَ أن هذا ليس من دينه". اهـ.
وعليه، فالصوم صحيح حتى لو شعر بالرائحة في الحلق؛ لأنَّ البراءة الأصلية لا تَنْتَقِلُ عنها إلا بدليل، ولم يرد ما يدل على فساد الصوم إلا بالجماع وبالأكل والشرب وما في معناهما،، والله أعلم
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: