أشعر نشوة جنسية بعد ضرب الطلاب

منذ 2022-09-03
السؤال:

أعمل مدرسة وأضرب تلاميذي احيانا عند التقصير الواضح وعدم الطاعة المتعمد، اضربهم ضرب تأديب… ضربا مجديا… لا يشتكي منه الاه وينتفع منه الطلاب بشهادتهم (عندما كبروا) مشكلتي هي ان لدي مشاعر (باطنة جدا) وخفية … أخاف ان تكون غير صحيحة … أثناء وبعد عملية التأديب وهي انني أشعر برضا وحالة انتشاء غريبة لأنها (شبيهة برضا جنسي) أستغرب جدا منها!!! ما ربط هذا بذاك!! وافزع منها ماحكم هذا المشاعر علما انني احفظ القرآن واحافظ على التهجد

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإن كان الحال كما ذكرت فأنت تعاني من السادية، هي الحصول على اللذة والمتعة والنشوة من تعذيب الاخرين، فالسادية لا تقتصر على الممارسة الجنسية فقط، وإنما كثيرًا ما تظهر في الحياة العامة، فالشخص السادي قد يكون مدرسًا أو مديرًا أو مسئولاً أو جنديًا أو غير ذلك، ويستمتع بتعذيب وإذلال وإهانة الطلاب أو المرؤوسين أو المواطنين دون رحمة أو شفقة.

فالسادية مصطلح يستعمل لوصف اللذة الجنسية والنشوة التي يتم الوصول إليها عن طريق إلحاق أذى جسدي أو معاناة أو تعذيب من قبل طرف على طرف آخر مرتبطين بعلاقة، فتحقيق اللذة عن طريق تعذيب الاخرين، والحصول على المتعة من خلال ألم ومعاناة الأخرين، سواء كان ذلك نفسيا أو بدنيا أو جنسيا.

والذي يظهر من رسالتك أنك تستطيع التحكم بمدى الأذى أو العنف الذي توقعه على الطلاب، فإن كان كذلك:- فهو من السادية الخفيفة، وهي من أكثر أنواع السادية انتشارًا في المجتمعات، وننصحك بعرض نفسك على طبيب نفسي ليحدد لك العلاج المناسب وطريقته.   

هذا؛ ومن أعظم ما يفيدك في علاج حالتك تلك هو التَّداوي بأدْوية الشَّرع الحنيف؛ فإنَّ الله سبحانه أنزل الدَّاء، وأنزل الدَّواء، وجعل لكلِّ داءٍ دواءً؛ فتداوَوا؛ كما رواه أحْمد وأبو داود.

وفي الصحيحين قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ومَن يسْتَعْفِفْ يُعِفَّه الله، ومَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِه الله، ومَنْ يتصبَّر يُصَبِّرْهُ الله، وما أُعطيَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسعَ منَ الصَّبر)).

فاعزم عزمًا أكيدًا على عدم ضرب الطلاب، وجاهد نفسَه في ذات الله في ترك ذلك؛ قال الله – تعالى -: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].".

والسنة المطرة عامرة بالأحاديث الصحيحة التي تحث المسلم على أخذ النفس بالقوة والشدة والحزم، وَحَجْزِهَا عن غيِّها، وعدم الاسترسال مع الخطأ؛ كما في الصحيحين أن النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم – قال عندما غضِب الرَّجُل: ((إني لأعلمُ كلمةً لو قالها، لذهب عنه الَّذي يَجِدُ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم))، وقال لمَن لم يستطعِ الزَّواج: ((عليه بالصوم، فإنَّه له وِجَاءٌ))، وهكذا.

فبجهاد النفس والصبر والاعتصام بالله يتخلص المسلم من أي صفة ذميمة، مع العملِ على كل ما من شأنه أن يقويَ الإيمان، من قراءة القرآن بتدبر، والمحافظة على الفرائض والسنن، مع إدمان الذكر، وقطع الطريق على النفس؛ بقطع أي فعل سادي يتمثل في إذاء الآخرين، وتغليب التفكير العقلي،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام