شاب تائب وأخاف النفاق

منذ 2022-10-02
السؤال:

انا اصلي وأقرأ القرآن واريد الثبات على دين الله وامارس العادة السرية بشكل متقاطع السؤال هو هل تقبل توبتي وترفع صلاتي ام لبعد 40 يوماً وهل اعد من المنافقين

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فقد تواترت أدلة الكتاب العظيم والسة المطهرة على أن الله تعالى يقبل التوبة من كل من جاء بها على وجهها، مستوفية شروطها: من الإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم معاودته، والندم على فعله، فيغفر الله له مهما عظم ذنبه؛ قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران: 135، 136] وقال سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا } [النساء: 17]، وقال سبحانه: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً [النساء:147]، وقال: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110]، قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}[الشورى: 25]، والآيات بهذا المعنى كثيرة.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "التائب من الذنب، كمن لا ذنب له"؛ رواه ابن ماجه.

أما قبول التوبة فإن عقيدة أهل السنة والجماعة - خلافًا للأشاعرة - أن كل من تاب كما أمره الله، فإنه يقطع له بقبول توبته؛ للأدلة السابقة وغيرها كثير.

وكذلك يقبل الله الصلاة ممن أتى بها على وجهها؛ ولا أعلم دليلاً على عدم قبول صلاة من أتى بعض المعاصي، وما ثبت في السنة كحديث أبي أمامة مرفوعًا: "ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم له كارهون"؛ رواه الترمذي:-  فلا يلزم من عدم القبول عدم الصحة!

أما الخوف من النفاق فهو مؤشر خير؛ فإنه ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق؛ كما قال الحسن البصري؛ وقد كان الصحابة - رضوان الله عليهم - يخافون من النفاق؛ فكان عمر - رضي الله عنه - يخاف النفاق على نفسه، ويسأل حذيفة: "هل عدني لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المنافقين"، وقال ابن أبي مليكة: "أدركت ثلاثين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كلهم يخاف النفاق على نفسه"؛ رواه البخاري.

وقد يكون ما تشعر به قد يكون من وسوسة الشيطان؛ ليفسد عليك استقامتك! فاستعذ بالله.

هذا؛ وراجع على موقعنا الفتويين: "وسائل الثبات على التقوى، وكيفية مجاهدة النفس والشيطان، العادة السرية"،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام