ارتبطت بفتاة كانت على علاقة قبلي ومارست الجنس معه

منذ 2022-10-11
السؤال:

ارتبط بفتاة كانت على علاقة مع شخص قبلي في السابق وللاسف ان هذا الشخص تربطني به علاقة جيدة جدا واعترفت انها مارست معه الجنس الشرجي بسبب انه كان يعدها انه سيتزوجها ووثقت به وخضعت له ولكن اعرف انها تابت وعرفت خطأها وندمت ندما شديدا وانا قد احببتها حبا كثيرا والله يعلم ما مدى حبي لها واثق بها كثيرا واعرف لولا حبها لي وصدقها معي لما اعترفت لي بهذا الامر وانا الان اقف محتارا واريد معرفة هل ارتباطي بها سيكون خيرا لي ولها ام لا واريد وهل الامر من ناحية شرعية جائز

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

أَنَّ اللهَ - عزَّ وَجَلَّ - إِنَّما أَبَاحَ نِكَاحِ العَفَائِفِ؛ فقال تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ} [المائدة: 5]، وحثَّ النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - على التَّمسُّك بصاحبة الدِّين، فقال - فيما رواه الشَّيخان عن أبي هُرَيرة، رضي الله عنه -: ((فاظْفَر بذات الدِّين ترِبَتْ يداك))، وقال: ((المَرْأة تُنْكَح على دينِها ومالِها وجَمالها، فعليْك بذات الدين ترِبت يداك))؛ رواه مسلم عن جابر.

ونهى سبحانه وتعالى عن الزواج من الزانية؛ فقال تعالى: {الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [النور: 3].

وراجع على موقعنا فتوى: (اختيار الزوجة).

إذا تقرر هذا؛ فإن كان يغلب على ظنك توبة هذه الفتاة من  تلك الكبيرة، وأنها ندمت وعادت إلى الله – تعالى، وأصبح ظاهِرُها الصَّلاحَ والاستِقامة، والتزمت الحجاب الشرعي، وحافظت على فرائض الإسلام، فلا بأس من الزواج منها؛ قال - سبحانه وتعالى -: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [الشورى:25]، وقال - تعالى - بعد أن تَوَعَّد من ارتكب أكبر الكبائر: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان:70].

والله سبحانه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره إذا عَلِمَ صِدْقَ التائب، فيغفر له ذنبه، ويمحو عنه خطيئته؛ قال - تعالى -: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].

وروى ابن ماجه عن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((التَّائِبُ مِنَ الذَّنبِ كَمَن لَا ذَنبَ لَهُ))؛ حَسَّنَه ابنُ حجر.

ولمزيد بيان راجع فتوى: (الزواج من الزانية التائبة).

هذا؛ وننصحك بقطع أي علاقة بينك وبين هذا الشخص،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام