حكم لبس الجاكت أو البالطو فوق الحجاب
هل يجوز لبس الجاكيت او البالطو فوق الخمار كالبالطو المنفوخ والجواكيت الواسعة قليلا ام لا ؟ وان كان لايجوز فماذا افعل في البرد ؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:
فالشارع الحكيم أمر المرأة المُؤمِنة بستر جميع بَدَنها؛ قال تعالى في كتابه العظيم: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: 53]؛ فبيَّن سبحانه أن الحجابَ أطهرُ للقلوب، وعدم الحجاب خطرٌ على قلوب الجميع، وقال الله جلَّ وعلا: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب: 59].
والجلبابُ: ما تَضَعُه المرأة على رأسها وبدنها؛ حتى تَسْتُر به وجهها وبدنها، زيادة على ملابسها.
وقال سبحانه: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((المرأة عورةٌ، فإذا خَرَجَت اسْتَشْرَفَها الشيطان))؛ رواه الترمذي، فهذا هو الحجابُ الشرعي الذي يَحرُم التساهُل فيه، أو خلعُه أمام الأجانب.
أما لبس الجاكت أو البالطو فوق الحجاب فلا بأس به بشرط ألا يمنع من كون الحجاب واسعًا فضفاضًا، ولا يبقى الصدْرُ باديًا، لأن شد المرأة خمارها من على رأسها ونحرها وصدرها واجب، ولا يصف حجْم عظامها؛ كما روى أحمد والترمذي عن أسامة بن زيد قال: كساني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبطية كثيفة، كانت مما أهداها دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي؛ فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ((ما لك لم تلبس القبطية؟))، قلت: يا رسول الله، كسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مرها فلتجعل تحتها غِلالة؛ إني أخاف أن تصف حجم عظامها)).
ويتعذر تحقق تلك الشروط إلا بوضع الخمار فوق الجاكت أو البالطو، وليس العكس.
أما إن كان لبس الجاكت يؤدي إلى بروز حجم عظام المرأة، وظهور صدرها وكتفيها، فهذا لا يكفي للستر؛ لأن هذا خلاف ما أمر الله تعالى به من كون الخمار يضرب على الجيوب، والجيب فتحة الصدر، كما أن المرأة ممنوعة من لبس ما يبدي حجم عظامها، كما في حديث أُسَامَةَ بن زيد السابق.
إذا تقرر هذا، فيجوز لبس الجاكت على العباءة بشرط ألا يختل شرط من شروط الحجاب؛ لما تقرر من أن الستر يحصل بأي نوع من الملابس بشرط أن تكون منضبطةً بضوابط اللِّباس الشَّرعي لِلمرأة.
ولمزيد فائدة تراجع الفتويين: "الحجاب الشرعي"، "الحجاب الأسباني، الحجاب المتبرج"،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: