من علم أن غدًا من رمضان وهو يريد الصوم فقد نواه ضرورة
السلام عليكم في ليل اتذكر اني قلت ساصوم غذا اذا طهرت وضبطت منبه قبل لفجر لاتاكد من الطهر من الحيض لانني اطهر بالجفوف ثم تسحرت وغسلت اسناني من بقايا الطعام لاني ساصوم غذا ولكن بعد اذان الفجر شككت اني البارحة لم اقل اني ساصوم مع اني اتذكر اني قلت فماذا افعل هل صومي صحيح
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالنية هي القصد إلى الشيء والعزيمة على فعله، أو هي قصد الإنسان بقلبه ما يريده فعله، ومعلوم أن نية الصيام أو غيره من الأعمال الصالحة هي أن يعلم المسلم ما يفعله، فمن علم أن غدًا من رمضان فقد نواه؛ لأن الإنسان متحرك بالإرادات، وفهو دائمًا يهم ويعمل؛ لكنه لا يعمل إلا ما يرجو نفعه أو دفع مضرته؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أصدق الأسماء حارث وهمام"؛ رواه مسلم، فالحارث هو العامل الكاسب المتحرك، والهمام هو الدائم الهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى"(18/ 262- 263): "والنية تتبع العلم، فمن علم ما يريد فعله فلا بد أن ينويه ضرورة؛ كمن قدم بين يديه طعامًا ليأكله، فإذا علم أنه يريد الأكل فلا بد أن ينويه، وكذلك الركوب وغيره؛ بل لو كلف العباد أن يعملوا عملاً بغير نية كلفوا ما لا يطيقون؛ فإن كل أحد إذا أراد أن يعمل عملاً مشروعًا أو غير مشروع فعلمه سابق إلى قلبه، وذلك هو النية، وإذا علم الإنسان أنه يريد الطهارة والصلاة والصوم فلا بد أن ينويه؛ إذا علمه ضرورة، وإنما يتصور عدم النية إذا لم يعلم ما يريد، مثل من نسي الجنابة واغتسل للنظافة أو للتبرد، أو من يريد أن يعلم غيره الوضوء ولم يرد أنه يتوضأ لنفسه، أو من لا يعلم أن غدًا من رمضان فيصبح غير ناوٍ للصوم.
وأما المسلم الذي يعلم أن غدًا من رمضان وهو يريد صوم رمضان فهذا لا بد أن ينويه ضرورة ولا يحتاج أن يتكلم به.
وأكثر ما يقع عدم التبييت والتعيين في رمضان عند الاشتباه، مثل من لا يعلم أن غدًا من رمضان أم لا فينوي صوم رمضان مطلقًا، أو يقصد تطوعًا ثم يتبين أنه من رمضان، ولو تكلم بلسانه بشيء وفي قلبه خلافه كانت العبرة بما في قلبه لا بما لفظ به، ولو اعتقد بقاء الوقت فنوى الصلاة أداء ثم تبين خروج الوقت، أو اعتقد خروجه فنواها قضاء ثم تبين له بقاؤه-: أجزأته صلاته بالاتفاق.
ومن عرف هذا تبين له أن النية مع العلم في غاية اليسر لا تحتاج إلى وسوسة وآصار وأغلال؛ ولهذا قال بعض العلماء: الوسوسة إنما تحصل لعبد من جهل بالشرع أو خبل في العقل". اهـ.
وعليه فمن تسحر من أجل صيام الغد فقد نوى الصوم، بل من لم يتسحر ولكن علم أن غدًا من رمضان وهو يريد صوم رمضان فقد نواه، ولا يشترط التلفظ بالنية،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: