وضوء المريض الراقد علي ظهره
السلام عليكم انا شخص مريض وارقد دائما علي ظهري في الفرلش ولا اتحرك عند الوضوء (وانا من اصحاب السلس فاتوضأ عند كل صلاة) يكون الوضوء عبارة عن اني اصب من الكوب بعض الماء في يدي الاخري ثم امسح وجهي واكرر ذلك مرة او مرتين حدي اتاكد ان الماء و صل الى الوجه كله واكرر نفس الامر مع اليد اصب بعض الماء في احدى يدي ثم امسح بها اليد الاخري حتي المرفق مع العلم انه يسقط بعض الماء قبل ان يصل اليد فامسح بالباقي واكررها مرة او مرتين حتي اتاكد ان الماء وصل الي كل اليد فهل هذا صحيح؟
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فأسأل الله العلي الأعلى أن يشفيَك شفاءً لا يُغادر سقمًا،،
فإن رفع الحرج أصل من أصول الشريعة المطهرة؛ كما قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78]، وقال:{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}، وفي الصحيحن قال صلي الله عليه وسلم: ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم )، ومن استقرأ ما جاء به الكتاب والسنة تبين له أن التكليف مشروط بالقدرة على العلم والعمل، وأن من كان عاجزًا عن أحدهما سقط عنه ما يعجزه؛ {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } [البقرة: 286]؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين: ((صلِّ قائمًا، فإن لم تَستطِعْ فقاعدًا، فإن لم تستطِعْ فعلى جنْبٍ))، وهذه كلية من كليات الشريعة، ومن فروع هذه القاعدة العظيم أن المشقة تجلب التيسير.
إذا تقرر هذا فإن كان الوضوء بالصورة التي تذكرها يشق عليك، فلا بأس من التيمم؛ لأن المريض الذي يتضرَّر باستعمال الماء، أو يشق عليه استعماله يدخل في عموم قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء: 43]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "التيمُّم جائزٌ، إذا عُدِم الماء، وخافَ المرض باستعْماله؛ كما نبَّه الله - تَعالى - على ذلك بذِكْر المريض، وذِكْر من لَم يَجد الماء، فمَن كان الماءُ يضرُّه بِزيادة في مرضِه؛ لأجْلِ جرْحٍ به أو مرضٍ، أو لِخشية البَرْد ونحو ذلك - فإنَّه يتيمَّم، سواءٌ كان جُنُبًا أو مُحدِثًا". اهـ.
وأما إن كنت لا تتضرر بالوضوء وأنت نائم فافعل ما في استطاعتك، كما يمكنك الاستعانة بمن يوضؤك،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: