وسواس الودي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عندي مشكلة بعد التبول اكرمكم الله احس بخروج شيء لا يكاد بسبب قلته دائما بعدنا اتوضأ كل يوم كل مره اذهب فيها اتبول فعندما اتفقد اجده سائل ابيض شفاف حتى اني اخلط بينه وبين الماء ولا ادري ما هو عندما بحثت وجدت انه الودي اريد ان اعرف ماذا اعمل بسبب خروجه خصيصا عندما اتبول في كل مره فقط عند التبول خصيصا اذا كنت خارجا من المنزل فيصعب علي فعل شيء او اذا كنت مسافرا وايضا المشقة التي تحصل بسبب تغيير الملابس واعادة الصلاة والوسواس افتوني جزاكم الله خيرا
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ،،
فمن المعلوم أن الودي ماء أبيض ثخين خاثِر، يخرج عقب البول، ويجزي فيه الاستنجاء بالماء أو بالأحجار عند فقهاء المذاهب الأربعة وغيرهم؛ وروى البيهقي في سننه عن عباس قال: "المني والمذي والودي، أما المنى، فهو الذي منه الغسل، وأما الودي والمذي، فقال: اغسل ذكرك أو مذاكيرك، وتوضأ وضوءك للصلاة".
إذا علم هذا فالشيء الذي تراه ليس وديًا؛ لأن الودي ثخين وليس شفافًا، والذي يظهر أنك بتفتيش ملابسك تفتح على نفسك باب الوسوسة، فدع من هذا الأمر، واطرح الوسوسة عن نفسك جملة، واحذر من الاسترسال معها؛ فالشيطان أشدَّ ما يوسوس في الطهارة.
ولْتعلم أن الشريعة الإسلامية، مبنيةٌ على رفع الضيق والمشقة؛ كما قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة:185]، وقال: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج:78]، قال ابنُ عباس: "يعني من ضِيق"، وقال ابنُ كثير: "أي: ما كلفكم ما لا تُطيقون، وما ألزمكم بشيء فَشَقَّ عليكم، إلَّا جعل الله لكم فرجًا"، وقال – تعالى -: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ} [المائدة:6]، وقال – تعالى -: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16]، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –: ((وإذا أمرتُكم بأمر، فأْتوا منه ما استطعتُم))، وقال- صلى الله عليه وسلم –: ((ويَسِّرا ولا تُعسِّرَا))؛ متفق عليهما، والأحاديث في هذا كثيرة،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: