هل تطيع الارملة ابنها البالغ
انا رجل في عمري 30 سنة توفي والدي لدي اخوة اصغر مني وانا هو المعيل للاسرة فهل تطلب الام الاذن من ابنها عند خروجها من المنزل وهل تتحكم هيا فالاخوة الاصغر منه او كلهم واقعين تحت سلطة الاخ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد تواترت نصوص الشريعة على وجوب طاعة الوالدين والزوج والاستئذان منهم، والنصوص في هذا أكثر من أن تحصر، وكذلك كلام الأئمة المتبعين من الأئمة الأربعة وغيره، ولا أعلم فيما وفقت عليه من نصوص الشريعة إنتقال هذا الحق للابن الأكبر بعد موت زوجها؛ لأن الاستئذان والطاعة حق خالص للوالدين والزوج لعظيم قدرهم، ولا يلحق بهذا الابن.
أما تعامل الإخوة فالواجب أن يرحم كبيرُهم صغيرهم، وأن يوقر صغيرُهم كبيرهم؛ كما روى الترمذي وصححه الألباني عن أنس عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وأنه َسَلَّمَ قال: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا".
جاء في "فيض القدير" (5/ 388): " فيتعين أن يعامل كلاً منهما بما يليق به، فيعطى الصغير حقه من الرفق به والرحمة والشفقة عليه، ويعطى الكبير حقه من الشرف والتوقير". اهـ.
وهذا الحديث قد يفهم منه أن للأخ الكبير نوع من ولاية التأديب والتعليم والرعاية على أخيه الصغير.
جاء في "نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج" (2/ 376): "قوله: (وأن للولي): أي ممن له ولاية التأديب فيشمل الأم والأخ الكبير",. اهـ.
إذا تقرر هذا؛ فليس للابن الكبير ولاية على أمه إلا ولاية الزواج في حالة عدم وجود والد الأم، أما الأخ الكبير فله على أخيه الصغير ولاية التأديب والتعليم وغيرها، ويلزم من ذلك طاعة الأخ الأصغر له في المعروف،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: