نوم الزوجة بعيدا عن زوجها
تعيش المرأة مع زوجها مدة عشر سنوات و لديها بنتين الحياة عادية لكن أثناء النوم كل شخص ينام بعيدا على الاخر برغبة الزوج ولكن عندما يحتاج الزوج الى جماع زوجته يطلبها لفراشه و عندما تلبي زوجته الطلب فإنه أثناء الجماع يحتاط لكي لا تقع الزوجة حامل لانه لا يريد إنجاب أطفال و هدا ما أغضب الزوجة و اصبحت ترفض جماعه و اريد ان اعلمكم أنه يجامعها مرة في شهر او شهرين فأصبحت الزوجة ترفض جماعه لهده المعاملة فهل تعتبر عاصية؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فالشارع الحكيم أوجب على الزَّوجة أن تُطاوِع زوْجَها إذا أراد الاستِمْتاع بها، على الوجْه الَّذي أباحه الله من الاستِمْتاع، فإن لم تفعَلْ ذلك من غير ضررٍ كانت ناشزًا عاصية لربِّها؛ كما روى البخاري عن أبي هريرة مرفوعا : "إذا دعا الرجل امراته فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح "، وعند مسلم بلفظ " ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها ".
بل إن جمهور الفقهاء نصوا على أن امتناع المرأة عن فراش زوجها يسقط حقها في النفقة، وهو قول الحنفية والمالكية على المشهور والشافعية والحنابلة، وغيرهم؛ لأن النفقة إنما تجب في مقابلة تمكينها للزوج؛ ولأن النفقة لا تجب قبل تسليمها إليه، والزوج إذا امتنع عن النفقة عليها كان لها الامتناع عنه.
ومن تأمل نصوص الشريعة الغراء علم أنها أولت الأسرة أهمية كبيرة في بنائها والمحافظة عليها، وتوفير ضمانات بقائها واستقرارها؛ ومن أجل هذا أنزل الله تعالى تشريعات محكمة تضمن بقاء الحياة الزوجية قوية متماسكة أمام زوابع الهدم، وتوضيح الاختصاصات التنظيمية فيها؛ لمنع التنازع بين أفرادها، بردهم الجميع إلى حكم الله لا حكم الهوى والانفعالات.
ومن تلك التشريعات التي شرعها الله تعالى عند خوف النشوز أو استعلانه توسيط بعض العقلاء أهل العلم والدُربة الحياتية للمساعدة في حل تلك المشكلة حافظًا على الأسرة؛ قال الله تعالى: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً*وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً} [النساء: 35].
وعليه، فلا يجوز للزوجة الامتناع عن فراش زوجها، كما لايجوز للزوج العزل عن زوجته إلا بموافقتها؛ لأن الإنجاب حق لكلا الزوجين، كما ينبغي السماح بتدخل العقلاء من الأسرتين لرأب الصدع،، والله أعلم.
،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: