حكم صلاة التراويح في المنزل
السلام عليكم ورحمة الله انا كنت انوي قيام رمضان كله وصلاة التراويح بالمسجد لكن اصابني زكام شديد لدرجة اتعبني يخرجني عن الخشوع ومن جهة اخرى خفت ان اتسبب بعدوى للناس بالمسجد لذالك صليتها في البيت فقط هل ضاع اجري في قيام رمضان؟ . شكرا
الحمد لله، والصَّلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومَن وَالاَه، وبعد:
فقد انعقد إجماع الأمة على مشروعيّة قيام رمضان جماعةً وفرادة؛ وقد نَقَلَ الإجماعَ غيرُ واحد من أهل العلم، كما اتفق الفقهاء على مشروعية صلاة التراويح جماعة في المساجد، وقد ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه صلاها في المسجد ثلاث ليال، ثم تركه خوفًا من أن تفرض عليهم، يعني في الجماعة؛ فقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام في الناس ثلاث ليال وتأخر عنهم في الليلة الرابعة وقال: ((إني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها)).
ولما ترك النبي - صلى الله عليه وسلم - القيام جماعة للعلة السابقة صار الناس يصلون متفرقين، يقوم الرجل لنفسه، ويقوم الرجل ومعه الرجل، والرجل ومعه الرجلان، والرهط، والنفر في المسجد، فرأى أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه - برأيه السديد الصائب أن يجمع الناس على إمام واحد، ولكن هذا لا ينافي مشروعيتها فرادى.
روى البخاري عن عبد الرحمن بن عبد القاري، أنه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: "إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد، لكان أمثل"، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر: "نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون"، يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله. وقوله: "ينامون عنها": أي إذا ناموا ولم يصلوا التراويح ،ثم قاموا آخر الليل فصلوا بمفردهم فهو أفضل.
جاء في فتح الباري لابن حجر (4/ 253): "هذا تصريح منه بأن الصلاة في آخر الليل أفضل من أوله،" لكن ليس فيه أن الصلاة في قيام الليل فرادى أفضل من التجميع تكميل". اهـ.
قال النووي في "المجموع": "صلاة التراويح سُنَّة بإجماع العلماء، وتَجُوز منفردًا وجماعة".اهـ.
هذا؛ والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: