هل من إرتكب كبيرة يمكن أن يكون عالما دينيا

منذ 2024-04-29
السؤال:

وقعت في عدة كبائر لكن أنا مازلت في سن المراهقة و من عليا الله بالتوبة النصوح فهل يمكن أن أكون من المتقين و أكون عالما و داعيا الى الله و أصبح من أفضل خلق الله فأنا أحس بشعور جميل أن أصبح من أتقى عباد الله افيدوني و شكرا لكم ؟؟؟

الإجابة:

الحمد لله، والصَّلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن وَالاَه، وبعد:

فقد دلّ الكتاب والسنة وإجماع أهل السنة أن الله تعالى يغفر جميع الذنوب للتائبين، وأن التوبة الصادقة تجبُّ ما قبلها، ومهما كبر الذنب وغلظ فإن التوبة المستوفية للشروط من الإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم العود، والندم على الذنب= تغفره؛ قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ}[الشورى:25]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "التائب من الذنب، كمن لا ذنب له"؛ رواه ابن ماجه.

والتوبة واجبة على كل مسلم من الأولين والآخرين؛ كما قال تعالى: { لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 73]

أما الذنب الذي يضر صاحبه فكل ذنب لم يتب منه، بخلاف ما تِيب منه، فإن صاحبه بعد التوبة يكون أفضل منه قبل الخطيئة التوبة؛ وهذا ظاهر لكل من تأمل الآيات الكثيرة التي ورد فيها ذكر التوبة؛ كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}[البقرة: 222]، وفي الصحيحين قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لله أشد فرحًا بتوبة عبده من رجل أضلَّ راحلته بأرض دوية مهلكة، عليها طعامه وشرابه، فَقَالَ تحت شجرة ينتظر الموت، فلما استيقظ إذا بدابته عليها طعامه وشرابه، فكيف تجدون فرحه بها؟ قالوا: عظيمًا يا رسول الله. قال: لله أشد فرحا بتوبة عبده من هذا براحلته".

وأيضًا فإن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار - الذين هم أفضل الخلق بعد الأنبياء - وإنما صاروا كذلك بتوبتهم من الشرك، فلما تابوا وعملوا الصالحات كانوا أعظم إيمانًا، وأقوى عبادة وطاعة ممن جاء بعدهم.

والله سبحانه جعل الباب مفتوحًا أمام العباد؛ لينالوا مغفرته ورحمته، بالعودة إليه، ورد الأمر كله له، وأداء الواجب المفروض، وترك ما وراء ذلك لحكمته وقدره ومشيئته المطلقة من وراء الوسائل والأسباب؛ قال الله تعالى لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ* وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[آل عمران: 128، 129]إلى قوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}[آل عمران: 133]، ثم ذكر من هؤلاء المتقين: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[آل عمران: 135]، إن المتقين في أعلى مراتب المؤمنين، ولكن سماحة هذا الدين ورحمته بالبشر تسلك في عداد المتقي إن المتقين في أعلى مراتب المؤمنين، ولكن سماحة هذا الدين ورحمته بالبشر تسلك في عداد المتقين: {الَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ}، والفاحشة أبشع الذنوب وأكبرها. ولكن سماحة هذا الدين لا تطرد من يهوون إليها من رحمة الله، ولا تجعلهم في ذيل القافلة، قافلة المؤمنين، إنما ترتفع بهم إلى أعلى مرتبة: مرتبة المتقين، على شرط واحد أن يذكروا الله فيستغفروا لذنوبهم، وألا يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أنه الخطيئة، وألا يتبجحوا بالمعصية في غير تحرج ولا حياء. وبعبارة أخرى أن يكونوا في إطار العبودية لله، والاستسلام له في النهاية، فيظلوا في كنف الله، وفي محيط عفوه ورحمته وفضله.

إن هذا الدين ليدرك ضعف هذا المخلوق البشري، الذي تهبط به ثقلة الجسد أحياناً إلى درك الفاحشة، وتهيج به فَورة اللحم والدم فينزو نزوة الحيوان في حمى الشهوة، وتدفعه نزواته وشهواته وأطماعه ورغباته إلى المخالفة عن أمر الله في حمى الاندفاع. يدرك ضعفه هذا فلا يقسو عليه، ولا يبادر إلى طرده من رحمة الله حين يظلم نفسه، حين يرتكب الفاحشة، المعصية الكبيرة، وحسبه أن شعلة الإيمان ما تزال في روحه لم تنطفئ، وأن نداوة الإيمان ما تزال في قلبه لم تجف، وأن صلته بالله ما تزال حية لم تذبل، وأنه يعرف أنه عبد يخطئ وأن له رباً يغفر.

إذن فما يزال هذا المخلوق الضعيف الخاطئ المذنب بخير. إنه سائر في الدرب لم ينقطع به الطريق، ممسك بالعروة لم ينقطع به الحبل، فليَعْثُر ما شاء له ضعفه أن يعثر؛ فهو واصل في النهاية ما دامت الشعلة معه، والحبل في يده، ما دام يذكر الله ولا ينساه، ويستغفره، ويقر بالعبودية له، ولا يتبجح بمعصيته.

إنه لا يغلق في وجه هذا المخلوق الضعيف الضال باب التوبة، ولا يلقيه منبوذاً حائراً في التيه! ولا يدعه مطروداً خائفاً من المآب، إنه يطمعه في المغفرة، ويدُله على الطريق، ويأخذ بيده المرتعشة، ويسند خطوته المتعثرة، وينير له الطريق، ليفيء إلى الحمى الآمن، ويثوب إلى الكنف الأمين.

شيء واحد يتطلَّبه: ألا يجف قلبه، وتظلم روحه، فينسى الله. وما دام يذكر الله، ما دام في روحه ذلك المشعل الهادي، ما دام في ضميره ذلك الهاتف الحادي، ما دام في قلبه ذلك الندى البَليل، فسيطلع النور في روحه من جديد، وسيؤوب إلى الحمى الآمن من جديد، وستنبت البذرة الهامدة من جديد؛ قاله صاحب الظلال.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (15/ 55): "فالعبد المؤمن إذا تاب وبدَّل الله سيئاته حسنات، انقلب ما كان يضره من السيئات بسبب توبته حسنات ينفعه الله بها؛ فلم تبق الذنوب بعد التوبة مضرة له، بل كانت توبته منها من أنفع الأمور له؛ والاعتبار بكمال النهاية لا بنقص البداية، فمن نُسي القرآن ثم حفظه خيرٌ ممن حفظه الأول، لم يضره النسيان، ومن مرض ثم صح وقوي لم يضره المرض العارض". اهـ.

وقال أيضًا في "منهاج السنة"(2/ 429-433): "... وإذا عُرف أن أولياء الله يكون الرجل منهم قد أسلم بعد كفره، وآمن بعد نفاقه، وأطاع بعد معصيته؛ كما كان أفضل أولياء الله من هذه الأمة - وهم السابقون الأولون - والإنسان ينتقل من نقص إلى كمال، فلا ينظر إلى نقص البداية، ولكن ينظر إلى كمال النهاية، فلا يعاب الإنسان بكونه كان نطفة ثم صار علقة ثم صار مضغة، إذا كان الله بعد ذلك خلقه في أحسن تقويم". اهـ.

وبيّن الحكمة من وقوع بعض الناس في الشر؛ فقال في "مجموع الفتاوى" (10/ 302): "ولكن المراد أن من الناس من يحصل له بذوقه الشَرَ من المعرفة به، والنفور عنه، والمحبة للخير إذا ذاقه= ما لا يحصل لبعض الناس، مثل من كان مشركًا أو يهوديًا أو نصرانيًا؛ وقد عرف ما في الكفر من الشبهات والأقوال الفاسدة والظلمة والشر، ثم شرح الله صدره للإسلام، وعرفه محاسن الإسلام= فإنه قد يكون أرغب فيه، وأكره للكفر، من بعض من لم يعرف حقيقة الكفر والإسلام، بل هو معرض عن بعض حقيقة هذا وحقيقة هذا، أو مقلد في مدح هذا وذم هذا. ومثال ذلك من ذاق طعم الجوع ثم ذاق طعم الشبع بعده، أو ذاق المرض ثم ذاق طعم العافية بعده، أو ذاق الخوف ثم ذاق الأمن بعده؛ فإن محبة هذا ورغبته في العافية والأمن والشبع ونفوره عن الجوع والخوف والمرض= أعظم ممن لم يبتل بذلك ولم يعرف حقيقته. وكذلك من دخل مع أهل البدع والفجور، ثم بين الله له الحق وتاب عليه توبة نصوحًا، ورزقه الجهاد في سبيل الله= فقد يكون بيانه لحالهم وهجره لمساويهم، وجهاده لهم أعظم من غيره؛ قال نعيم بن حماد الخزاعي - وكان شديدًا على الجهمية - أنا شديد عليهم؛ لأني كنت منهم؛ وقد قال الله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل: 110]، نزلت هذه الآية في طائفة من الصحابة كان المشركون فَتَنوهم عن دينهم، ثم تاب الله عليهم فهاجروا إلى الله ورسوله، وجاهدوا وصبروا.

 وكان عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد رضي الله عنهما من أشد الناس على الإسلام، فلما أسلما تقدما على من سبقهما إلى الإسلام، وكان بعض من سبقهما دونهما في الإيمان والعمل الصالح؛ بما كان عندهما من كمال الجهاد للكفار والنصر لله ورسوله، وكان عمر لكونه أكمل إيمانًا وإخلاصًا وصدقًا ومعرفة وفراسة ونورًا، أبعد عن هوى النفس وأعلى همة في إقامة دين الله، مقدمًا على سائر المسلمين غير أبي بكر رضي الله عنهم أجمعين؛ وهذا وغيره مما يبين أن الاعتبار بكمال النهاية لا بنقص البداية". اهـ.

إلى أن قال (10/ 305): "... إن أفضل الأولياء بعد الأنبياء هم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار؛ وكانت محبة الرب لهم ومودته لهم بعد توبتهم من الكفر والفسوق والعصيان أعظم محبة ومودة، وكلما تقربوا إليه بالنوافل بعد الفرائض أحبهم وودهم؛ وقد قال تعالى: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الممتحنة: 7]، نزلت في المشركين الذين عادوا الله ورسوله مثل: أهل الأحزاب". اهـ.

 

 هذا؛ ومن أعظم ما يعين على الثبات على التوبة والترقي في الطاعة والمعرفة:

قراءة القرآن الكريم بتدبر وتأمل، فهو بصائرُ تهدي، ورحمةٌ تفيض لمن يؤمن به ويغتنم هذا الخير العميم؛ قال الله تعالى -: {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} [الفرقان: 32].

كثرة الاستعانة بالله والاستِعاذة به سبحانه من شرِّ النفس وسيِّئات العمل، كما كان يدعو النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أعوذ بك من شرِّ نفسي وشرِّ الشيطان وشركه))، مع سؤال الله - تعالى - العونَ على طاعته؛ فيحصل الخير ويدفع الشر، ولذلك كان دعاء فاتحة الكتاب أنفَع الدعاء وأعظمه وأحكمه: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 6 - 7]، فإنَّه إذا هَداه هذا الصراط أَعانَه على طاعته وترْك معصيته، فلم يُصِبْه شرٌّ لا في الدنيا ولا في الآخرة، والذنوب من لوازم النفس، وهو محتاج إلى الهدى كلَّ لحظة، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب؛ ولهذا أمَر به في كلِّ صلاة لفرط الحاجة إليه، وإنما يعرف بعض قدره مَن اعتبر أحوال نفسه؛ قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى".

كثرة الدعاء بالهداية والاستِقامة والثَّبات عليهما؛ فالله - تعالى - بفضله ورحمته جعَل الدعاء من أعظم الأسباب الجالبة للخير، المانعة من الشر، فعليك باللجوء إلى الله والتضرُّع إليه أن يُثبِّتك على دينه، وأن يَزِيدك استقامةً وصلاحًا، وهذا مسلكُ المؤمنين، كما حكَى الله عنهم في القرآن الكريم؛ قال - سبحانه -: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران: 8]، وقال - تعالى -: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا} [البقرة: 250]، وكان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((يا مقلِّب القلوب، ثبِّت قلبي على دينك))؛ رواه الترمذي عن أنس - رضِي الله عنه.

الابتِعاد عن المعاصي والذنوب جملةً، وكلَّما استخفَّك الشيطان وقهرَتْك نفسك، فافزَع إلى الله بالتوبة.

 المحافظة على واجبات الشريعة، لا سيَّما الصلاة في أوقاتها، وعدم التفريط في شيءٍ منها، مع الالتِزام بسائر أحكام الشرع؛ فالله - سبحانه - يقول: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} [النساء: 66]، أي: في العاجل والآجل.

الحرص على تعلم السيرة النبوية المطهرة، وقصص الأنبياء والصحابة والتابعين والصالحين، ففيها عِبَرٌ وحياةٌ للقلب؛ كما قال - تعالى -: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [هود: 120].

- اختِيار صحبة صالحة؛ ففي الصحيحين عن أبي موسى - رضِي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مثَل الجليس الصالح والجليس السوء كمَثَل صاحب المسك وكير الحدَّاد، لا يَعدَمك من صاحب المسك إمَّا تشتريه أو تجد ريحَه، وكير الحدَّاد يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحًا خبيثة)).

فالطِّباع سرَّاقة، والصحبة مؤثِّرة في إصلاح الحال أو إفساده؛ والطبع يسرق من الطبع من حيث لا يَدرِي، ومن ثَمَّ قال - سبحانه -: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67]، وقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((المرء على دين خليله، فلينظر أحدُكم مَن يُخالِل))؛ رواه أبو داود.

ولمزيد فائدة راجع فتوى: "الهداية".

وعليه فمن وقع في عدة كبائر ثم منّ الله عليه بالتوبة الصادقة فلا يوجد ما يمنع من يكون من أئمة الهدى ومصابيبح الدجى، إذا طلب العلم الشرعي، وأخذ بأسباب النجاة،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام